كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلطات ميناء إيلات طلبت تدخل مصر للضغط على جماعة الحوثي لوقف هجماتها على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، والتي أثرت بشكل كبير على حركة السفن المتجهة إلى الميناء الواقع جنوب إسرائيل.
وذكرت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و**"كالكاليست"** الاقتصاديتان أن إدارة ميناء إيلات تواصلت مؤخرًا مع السفارة الأمريكية في تل أبيب، وطالبتها بإجراء اتصالات مع القاهرة بهدف إيجاد حل لتهديدات الحوثيين المتواصلة، والتي أدت إلى شلل شبه كامل في نشاط الميناء منذ نوفمبر 2023.
وأوضحت الصحف أن السلطات الإسرائيلية تأمل أن تتمكن مصر، بصفتها المسؤولة عن قناة السويس، من التنسيق مع دول عربية والولايات المتحدة للضغط على الحوثيين وإيقاف استهدافهم للسفن.
الحوثيون يواصلون التهديد رغم الهدنة
ورغم وقف إطلاق النار المعلن بين إسرائيل وحماس، لا يزال التهديد الحوثي مستمرًا، بحسب ما أوردته "يديعوت"، التي نقلت عن مسؤولين أن الحوثيين لم يصدروا أي بيان رسمي بوقف استهدافهم للملاحة، ما جعل شركات الشحن الدولية تتجنب المرور عبر قناة السويس أو الاقتراب من ميناء إيلات.
وأكدت "كالكاليست" أن مسؤولي الميناء الإسرائيلي سعوا لإدراج قضية قناة السويس ضمن الملفات التي يجري التفاوض عليها برعاية أمريكية، في محاولة لإيجاد حل دائم للهجمات التي تقول إسرائيل إنها تُشكّل خطرًا على حركة التجارة الدولية وليس فقط على أمنها القومي.
خسائر متبادلة لإسرائيل ومصر
وأشارت التقارير إلى أن إيرادات ميناء إيلات تراجعت بنسبة 80%، فيما تكبدت مصر خسائر جسيمة نتيجة انخفاض حركة العبور في قناة السويس، التي تُعد مصدر دخل حيوي لها، حيث انخفضت إيرادات القناة من أكثر من 10 مليارات دولار عام 2023 إلى 3.99 مليارات دولار فقط في 2024.
وتمنع الهجمات الحوثية مرور السفن الأوروبية والأمريكية، بينما لا تزال بعض السفن الروسية والإيرانية تعبر القناة بشروط محددة، ويُسمح لبعض السفن الصينية بالمرور بعد اتخاذ تدابير فنية كإخفاء هويتها أو تغيير أعلامها.
ضغوط لإعلان حوثي بوقف الهجمات
ووفقًا لـ"كالكاليست"، فإن إدارة ميناء إيلات تأمل أن يسفر الضغط المصري عن إعلان رسمي من الحوثيين بوقف استهداف الممرات البحرية، مما يسمح بإعادة فتح الميناء أمام السفن الدولية.
وأكدت التقارير أن استمرار الوضع الحالي يُضر بالمصالح الاقتصادية الإسرائيلية والمصرية على حد سواء، مما يستدعي تحركًا دوليًا وعربيًا مشتركًا لاحتواء الأزمة.