أعلن رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للصيد البحري، إيليا شيستاكوف، أن روسيا تعتزم توسيع أنشطتها في مجال الصيد البحري قبالة السواحل الأطلسية المغربية، في إطار اتفاقية جديدة تم توقيعها بين موسكو والرباط، تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في هذا القطاع الحيوي.
وجاء هذا الإعلان خلال الاجتماع الثامن للجنة الحكومية المشتركة الروسية المغربية للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني، الذي عُقد مؤخرًا في العاصمة الروسية موسكو، بمشاركة نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وبموجب الاتفاقية، يحصل الصيادون الروس على إطار قانوني واضح لمزاولة نشاطهم في منطقة الصيد الأطلسية المغربية، مع إمكانية العمل والتخطيط على المدى الطويل. وتستمر الاتفاقية لمدة أربع سنوات، قابلة للتجديد التلقائي لفترة مماثلة.
تعاون متزايد وتوسيع الحصص
أكد شيستاكوف أن بلاده ترى فرصًا واعدة لتوسيع عمليات الصيد في المغرب، خاصة في مجال الأسماك السطحية مثل الماكريل والأسبرط، مشيرًا إلى أن شركات الصيد الروسية أبدت استعدادًا لزيادة كميات الصيد إلى نحو 90–100 ألف طن سنويًا، مقارنة بمتوسط 60 ألف طن خلال السنوات الماضية.
كما أشار المسؤول الروسي إلى أن الجانب المغربي أعرب عن استعداده لتخصيص حصص إضافية لصيد الأسماك القاعية عالية القيمة، في حال إبداء الشركات الروسية اهتمامًا بذلك، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام التعاون بين البلدين في هذا القطاع.
أبحاث علمية وتدريب كوادر
وشملت الاتفاقية أيضًا جوانب علمية، حيث تتيح لروسيا تنفيذ بعثات أبحاث بحرية سنوية في المياه المغربية، مع تسهيل إصدار التراخيص اللازمة. وقد أجريت بالفعل خلال عامي 2024–2025 مسوح بحرية موسعة ضمن "البعثة الإفريقية الكبرى"، لتقييم تجدد المخزون السمكي خلال مواسم التكاثر، خصوصًا لأسماك الماكريل والسردين والأسبرط.
وأوضح شيستاكوف أن نتائج هذه الدراسات تُستخدم لتحديد الحصص السنوية للصيادين الروس، وضمان استدامة المخزون السمكي في المنطقة، مشيرًا إلى أن المغرب قد استفاد بشكل كبير من نتائج هذه الأبحاث في إدارة قطاع الصيد.
دعم في التعليم والتكوين
كما يشمل التعاون بين البلدين تعزيز برامج تأهيل الكوادر البشرية، من خلال منح دراسية للطلاب المغاربة للدراسة في مؤسسات التعليم الروسية المتخصصة في مجال الصيد البحري والعلوم البحرية.
ويُعد المغرب شريكًا استراتيجيًا لروسيا في مجال الصيد البحري، وهو من أبرز الدول الإفريقية في هذا القطاع من حيث حجم الإنتاج، كما يُصنف كأحد أقدم شركاء موسكو في مجال صيد الأسماك عبر البعثات البحرية المنظمة.