كتب/عادل عياش:
في مشهد وطني مهيب، شهدت مدينة ردفان صباح اليوم فعالية رسمية لإحياء الذكرى الثانية والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشمّاء لتُسطّر بداية الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.
قام الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بوضع إكليلٍ من الزهور على النصب التذكاري للشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة، مفجّر الثورة وشهيدها الأول، وذلك في ساحة المتحف الوطني بردفان، وفاءً لتضحيات الأبطال الذين رسموا بدمائهم ملامح الحرية والاستقلال.
وخلال الزيارة، عقب مراسم وضع الإكليل، توجّه الرئيس الزُبيدي إلى منصة الشهداء في مدينة الحبيلين، حيث قرأ الحاضرون الفاتحة على أرواح الشهداء في لحظة صمتٍ وخشوعٍ عبّرت عن عمق الامتنان لتضحياتهم الخالدة.
رافق الرئيس الزُبيدي في هذه المناسبة الوطنية عددٌ من القيادات العسكرية والسياسية البارزة، من بينهم القائد مختار النوبي، والأستاذ وضاح الحالمي، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بمحافظة لحج، وعدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية من مختلف المحافظات.
وخلال الفعالية، أُلقيت كلمات أكدت على أهمية هذه الذكرى في وجدان الشعب الجنوبي، وضرورة استلهام دروسها في مواصلة النضال حتى تحقيق تطلعات الشعب في الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
كما شددت الكلمات على وحدة الصف الجنوبي وتعزيز التلاحم بين القيادة والشعب في ظل التحديات الراهنة التي تتطلب مزيدًا من الوعي والثبات.
ردفان، التي كانت ولا تزال منارةً للثوار، احتضنت هذا الحدث الوطني بروح الوفاء، لتؤكد أن دماء الشهداء لم تذهب سدى، وأن الجنوب ماضٍ في طريقه بثقةٍ وثبات، مستندًا إلى تاريخه النضالي العريق وإرادة أبنائه الأحرار.