كتب/م. عبدالقادر السميطي
شهدت منطقة خبت لسلوم خلال الأيام الماضية أول ظهور لدودة الحشد الخريفية على الذرة الشامية في مزرعة المزارع سالم أمبليص، في مؤشرٍ مقلق يعيد إلى الواجهة خطر الآفات الغازية التي تهدد الأمنين الغذائي والزراعي في بلادنا.
تُعد دودة الحشد الخريفية من أخطر الآفات التي تصيب الذرة الشامية، إذ تتغذى يرقاتها على الأوراق والسيقان والكيزان، مما يؤدي إلى تدمير المحصول بالكامل في حال عدم التدخل المبكر. وتكمن خطورتها في سرعة انتشارها وقدرتها العالية على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، إضافةً إلى مقاومتها لأنواع كثيرة من المبيدات الحشرية.
إن انتشار هذه الآفة في دلتا أبين يجب أن يكون جرس إنذارٍ للمزارعين والجهات الزراعية على حدٍّ سواء، فهي ليست المشكلة الأولى من نوعها؛ فقد سبقها انتشار الذُبابة البيضاء وذبابة التوتا أبسلوتا والعناكب والأكاروسات، وجميعها تشترك في صفة واحدة هي الظهور المفاجئ والتأثير المدمر على المحاصيل الزراعية.
تستدعي هذه الظواهر المتكررة وقفة تقييمية شاملة للقطاع الزراعي في بلادنا، لتحديد أسباب الانتشار السريع للآفات، سواء كانت متعلقة بالتغيرات المناخية، أو بضعف برامج المكافحة الوقائية، أو بغياب منظومة الرصد المبكر.
إن الحلول العشوائية أو المكافحة الفردية من قبل المزارعين لن تجدي نفعًا، بل قد تزيد الوضع سوءًا. فالمطلوب اليوم هو تحرك علمي منظم تقوده مراكز البحوث الزراعية لدراسة دورة حياة هذه الآفات وتوثيق طرق دخولها وانتشارها، ووضع استراتيجيات وطنية متكاملة للإدارة المستدامة للآفات الزراعية.
فمن دون البحث العلمي والدعم المؤسسي والتنسيق بين المزارعين والجهات المختصة، ستظل آفات مثل دودة الحشد الخريفية والذُبابة البيضاء تأكل الأخضر واليابس، وتهدد ما تبقّى من مقومات الزراعة والإنتاج في بلادنا.
