كتب/ عادل عياش
سيادة الرئيس نحن نعيش في زمنٍ لا يحتمل التراخي فالعالم بأسره يقف على حافة اضطرابٍ شامل والإقليم يوشك أن تشتعل فيه أولى شرارات الفوضى وفي ظل هذا الوضوع المقلق لا بد أن يكون الجنوب مستعدًا بالشعارات بل بالأرقام والحقائق وبأدوات الإدارة الرشيدة
إن إنشاء قاعدة بيانات دقيقة وشاملة لكل الموظفين الجنوبيين مدنيين كانوا أو عسكريين لم يعد خيارًا بل ضرورة وجودية يجب أن تُستخرج هذه البيانات من ملفات الوزارات والمؤسسات وأن يُفصل فيها بين أبناء الجنوب والشمال ليس تعصبًا بل استعدادًا لمواجهة واقع قد يفرض نفسه دون سابق إنذار
ثمان سنوات من تأسيس المجلس الانتقالي فماذا أُنجز
هل لدينا اليوم منظومة معلوماتية قادرة على إدارة المرتبات وهل نستطيع الاعتماد على مواردنا المحلية لتأمين الحد الأدنى من المعيشة إن لم نكن نملك هذه الأدوات الآن فمتىالآن الاقتصاد الجنوبي بحاجة إلى تنشيط فوري
يجب تحفيز رأس المال الوطني لتوفير السلع الأساسية لا رفاهية بل ما يسد الرمق فالشعب لا يطلب الكمال بل الكفاف والكرامة في العيش.
الترهل الإداري واللامبالاة خطرٌ داهم نحن اليوم في حالة سلم هش ومع ذلك، المرتبات مقطوعة والموظفون بلا دخل فكيف سيكون الحال إذا اندلعت حرب إقليمية أو عالمية حينها لن يكون هناك وقتٌ للتخطيط بل سنُجبر على الارتجال وسط الفوضى وهذا ما لا يحتمله الجنوب
قاعدة بيانات الموظفين ضرورة استراتيجية يجب أن تشمل كل العاملين في الشرعية والمجلس الانتقالي وقوات دفاع شبوة والعمالقة وكل موظف مدني في المحافظات الجنوبية هذه القاعدة ستكون حجر الأساس لإدارة الموارد وصرف المرتبات وتوزيع الإغاثات في حال انقطعت السبل.
الفساد المالي ينخر في جسد المؤسسات من غير المقبول أن تبقى القوات الجنوبية بلا مرتبات لثلاثة أشهر فهذا ليس مجرد خلل بل فسادٌ صارخ وإذا اندلعت الحرب فالفاسدون سيهربون بما خف وزنه وغلا ثمنه تاركين الشعب يواجه مصيره.
العالم يتحرك لحماية شعوبه، فهل نتحرك إن الصمت في هذه اللحظة هو قبولٌ ضمني بالكارثة أما التحرك فهو إعلانٌ بأن الجنوب لن يُفرّط في حقوق أبنائه ولن يُترك رهينةً للفوضى
سيادة الرئيس إن الإهمال اليوم هو غرقٌ غدًا واليقظة الآن هي النجاة لاحقًا
فلتكن قاعدة البيانات هي أول خطوة في طريق الإنقاذ ولتكن الإدارة الجنوبية جاهزة للحظة الحقيقة
أرجو من كل من يملك حسًا وطنيًا أن يوصل هذا النداء إلى الرئيس عيدروس الزُبيدي، قبل أن يفوت الأوان
