كتب - سالم الصبيحي
الحياة مبادئ، والمبادئ لا تُباع ولا تُشترى. في مثل هذا الشهر العظيم، سطّر الأجداد الأبطال بدمائهم الطاهرة وبطولاتهم العظيمة ملحمةً نضاليةً خالدة، لتغدو تاريخًا نتباهى به أمام الأمم وإرثًا نقيًا نتوارثه جيلًا بعد جيل، حتى نواصل مسيرة الكفاح ضد الغزاة ونصون الكرامة.
إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر لم تكن مجرد لحظة عابرة في التاريخ، بل كانت نقطة تحول كبرى أرست أسس الحرية في الجنوب، وجعلت من التضحية والفداء طريقًا لاستعادة الأرض والهوية.
وما من شك أن ثورة العام 2007 جاءت امتدادًا طبيعيًا لهذا التاريخ العريق، لتؤكد أن جذور النضال ما زالت ضاربة في عمق الوجدان الجنوبي. خرجت الجماهير تهتف للحرية، واصطفّت خلف قادةٍ حملوا على عاتقهم همّ الوطن، مضى بعضهم إلى رحاب الخلود، وغاب بعضهم الآخر عن المشهد، فيما ظل آخرون ثابتين على العهد… لكنهم جميعًا ظلّوا رموزًا في ذاكرة الوطن ومشاعل تُضيء درب الثورة.
لقد نظر البعض إلى الحراك الجنوبي حينها بعين الاستهزاء، ورأى فيه مجرد مغامرة أو وهمًا عابرًا، لكن الأيام أثبتت أن المستحيل ليس في قاموس الأحرار. فذلك الحلم الذي وُصف بالجنون أصبح اليوم حقيقة ملموسة بنسبة كبيرة، وما تبقى إلا القليل ليكتمل فجر الجنوب الجديد.
وفي هذه الذكرى الوطنية الخالدة، يقف شعب الجنوب وقفة وفاء وإجلال لأرواح الشهداء الأبرار منذ ثورة أكتوبر 1967 وحتى يومنا هذا، مؤكدًا أن الحلم الذي وُصف بالمستحيل أصبح واقعًا، وأن الإرادة الشعبية الصلبة حولت المعاناة إلى قوة، والظلم إلى دافع نحو الحرية.
المجد للشهداء… الخلود للثوار… والنصر لشعب الجنوب
