في مشهد جنائزي غير مسبوق، ودّعت محافظة تعز صباح اليوم الثلاثاء جثمان الشهيدة أفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، التي قضت غدرًا برصاص مسلحين الأسبوع الماضي.
الآلاف من المواطنين توافدوا منذ ساعات الصباح الباكر إلى جامع السعيد للمشاركة في صلاة الجنازة، فيما غصّت شوارع المدينة بموكب التشييع الذي رافق الجثمان حتى وصوله إلى مسقط رأسها بقرية المشاولة – مديرية المعافر، حيث ووريت الثرى وسط مشاعر من الصدمة والحزن العميق.
وعبّر مشاركون في التشييع عن استنكارهم الشديد للحادثة، مؤكدين أن اغتيال المشهري لا يمس أسرتها فحسب، بل يمثل طعنة في خاصرة المجتمع المدني الذي فقد واحدة من أبرز كوادره النسائية وأكثرها تفانيًا في العمل العام.
مصادر خاصة أكدت لـ أبين تايم أن لجنة قانونية شُكّلت لمتابعة ملف القضية، بالتوازي مع استمرار الأجهزة الأمنية في التحقيقات بعد ضبط عدد من المتورطين، بينما قُتل المتهم الرئيسي خلال اشتباك مع قوات الأمن.
المشيّعون هتفوا بشعارات تطالب بالقصاص العادل، محذرين من أن التساهل مع هذه الجريمة سيُغرق المدينة في دوامة أوسع من الانفلات الأمني.
وفي لفتة إنسانية لاقت تفاعلًا واسعًا، أعلن ناشطون بيئيون عن مبادرة لتخليد اسم المشهري من خلال حملة تشجير تحمل اسمها، تخليدًا لمسيرتها في خدمة النظافة والبيئة.
وبين دموع الوداع وصرخات الغضب، رحلت أفتهان المشهري تاركةً وراءها إرثًا من العمل والإخلاص، وقضيةً باتت اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الدولة على حماية كوادرها النسائية وإنصاف ضحايا العنف والاغتيال.

