قال القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني، اللواء محسن رضائي، إن طهران كانت قد خططت استعدادًا لحرب مع إسرائيل تستمر نحو شهرين، مؤكداً أن استمرار القتال لتلك المدة كان سيؤدي بحسب تقديره إلى تلاشي وجود إسرائيل. وأضاف رضائي أن الإيرانيين تفاجأوا بطلب إسرائيل وقف إطلاق النار بعد 12 يوماً فقط من اندلاع المواجهة.
وتناول رضائي في تصريحاته كذلك مسار المفاوضات الدبلوماسية مع الدول الغربية، مشيراً إلى أن الطرف الغربي نقض التفاهمات السابقة بشأن اتفاق مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (رافاييل غروسي) ودفَع نحو تفعيل ما وصفها بـ"آلية الاسترجاع" (السناب-باك). وأوضح أن إيران بذلت مرونة كبيرة، بما في ذلك ما أسماه "اتفاق القاهرة"، لكن الجهة المقابلة لم تلتزم بالطرق الدبلوماسية المتاحة واختارت مسارات أكثر تعقيداً.
ونقل رضائي رؤيته بأن توجه الغرب نحو آلية الاسترجاع يعكس فشلاً استراتيجياً وسياسياً، وأن المقاومة الإيرانية أحرزت نتائج أثّرت في مواقف واشنطن وحلفائها. وتساءل إن لم تُهزم الأطراف في المواجهة القصيرة هل كانوا سيلجأون إلى هذه الآلية، في إشارة إلى أن فشل الطرف المقابل هو الذي دفعه لذلك.
وعن الجاهزية العسكرية الإيرانية، قال رضائي إن بلاده لم تستخدم إلا نحو 30% من قدراتها في المواجهة الأخيرة، وأن لدى القوات قدرات إضافية وصواريخ "غير معلنة" لم تُشغّل. وأكد أن الأولوية ينبغي أن تكون لـ"الميدان" — بمعنى أن الجهد يجب أن يخدم الأداء على الأرض سواء في بُعده العسكري أو المجالات الأخرى — وأن المفاوضات يجب أن تكون في خدمة هذه الأولويات.
كما أشار إلى احتمال أن يحاول الغرب أو إسرائيل خيارًا عسكريًا لاحقاً بعد لجوئهم إلى آلية الاسترجاع، لكنه رأى أن تصاعد استعداد القوات الإيرانية يشكل عامل ردع. وختم بدعوة لإعادة التفكير في الأساليب الدبلوماسية التقليدية مع الغرب، معتبراً أن طبيعة هذه العلاقات باتت واضحة وتستدعي تغييراً في النهج.