آخر تحديث :السبت-27 سبتمبر 2025-01:48م
أخبار وتقارير


الموظّف نَقّال الكلام.. السّرطان الصّامت في بيئة العمل

الموظّف نَقّال الكلام.. السّرطان الصّامت في بيئة العمل
السبت - 27 سبتمبر 2025 - 01:09 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب/علاء سلام العزيبي:

في كثير من المؤسّسات الحكوميّة والخاصّة والغير ربحيّة يوجد هذا الموظّف نَقّال الكلام بين المكاتب وكأنّه مراسل رسميّ يجمع الأخبار ويضيف عليها بهارات يزرع الشّك بين الزّملاء بهدوء تمام يصاحبه ابتسامة عريضة هذا الموظّف لا يضرّ الإدارة فقط! بل يشتغل على تفكيك الفريق من الدّاخل ويعمل نفسه حريص وهو سبب كلّ التّوتر لهذا بيئة العمل هي أشبه بحديقة متنوّعة لكلّ زميل لون ورائحة ودور لا ننسى أيضاً أنّ هناك نباتات سامّة في هذه الحديقة!! الكثير يجعل من بيئة العمل ساحة معركة لا بيئة تتطلّب التّعاون نعم هناك تنافس في بعض المواقف لكن بناء الثّقة مع الزّملاء يساعد في تطويرك ويفتح لك فرص غير متوقّعة وعلينا أن نكون واعين بمن نثق! نعم أنّنا في بيئة العمل نكتشف حقيقة الأشخاص قد تكون بيئة آمنة وقد تكون آمنة تعتقد أنّ كلّ الّذين في العمل مثلك طيّبين ويتمنّون لك الخير لكنّ الواقع مؤلم جدّاً وقد لا تشعر به فهناك الخبيث والحاسد والمتلاعب لو أنّك استمررت تعامل الكلّ على أساس معدنك دون مساحة قد تعاني الكثير من الصّدمات المؤلمة.. نصيحة لكلّ مدير تنفيذيّ بأن لا يستمع ولا يعطي شرعية لهذا الموظّف نَقّال الكلام فقط يجب مواجهة وتغفيل الباب في وجهه لأنّ بيئة العمل النّاجحة لا تمشي على الإشاعات بل تمشي على الشّفافية وعلى الوضوح من المصدر والقائد الحقيقيّ لا يسمح لأيّ أحد أن يهزّ ثقته في فريقه. في بيئة العمل أيضاً حقيقة مريرة لا يمكن تجاهلها حقّاً ليس كلّ مجتهد مقدّر وليس كلّ مبدع يكرم هناك من يحرّق نفسه بالعمل ليلاً نهاراً وبعدها يكتشف أنّ التّقدير قد ناله شخص لم يبدل نصف جهده (لكنّه أجاد فنّ نقل الأخطاء والابتسام في وجه المدير).

نعم هناك من يتربّص وينتظر أيّ خلاف أو مشكلة ليقوم بترميم مواقفه وأخطائه في العمل على حسابك وهذا حقّاً يؤزّم الموقف ويعزلك نفسيّاً ويجعلك تعيش في ضغوط فإمّا أن تحارب مهما كنت نزيهاً ومسالماً أو أن (تخضع) تجنّباً للمزيد من المشاكل والضّغوط (لكن إيّاك أن تخضع لا بمعرفة ما هو لك) شخصيتك أهمّ من إمكانياتك أيّش الفائدة من إمكانياتك العالية إذا كانت علاقاتك في العمل سيّئة ومواقفك سلبيّة المتمّم لإمكانياتك وشهاداتك هي شخصيتك الجيّدة والمرنة في التّعامل مع الآخرين. سوف تكتشف أنّ من كان يدّعي أنّه زميلك بأنّه منافق وحاسد ويسعى إلى الضّرر بك دون علمك حتّى لو كان بالافتراء نعم هذا يسعى للتّقرب من (المدير) لأنّه يشعر بعدم الأمان ويريد حماية نفسه من خلال تقديم نفسه كعين للمدير ويحاول تحسين نفسه ومكانته الوظيفيّة بأساليب غير أخلاقيّة بهدف كسب رضا المدير وعلى حساب زملائه.

هذا النّوع لازم أن يواجه وأن يقف عنده حده هذا النّوع يخاف جدّاً من المواجهة نعم لأنّه ضعيف شخصيّة. لذا فإنّ مواجهة مثل هؤلاء يعتبر مسؤوليّة مشتركة ويتطلّب جهوداً متواصلة من جميع الأطراف فالقيادة يجب أن تكون القدوة الحسنة وتتبنّى الشّفافية والصّدق في جميع تعاملاتها وأن تعمل على تعزيز ثقافة الاحترام والتّقدير والمساءلة وإدارة الموارد البشريّة يجب أن تضع سياسات واضحة لمكافحة السلوكيات السلبية وتعزيز القيم الأخلاقية وتوفير قنوات آمنة للإبلاغ عن المخالفات، والموظفون أنفسهم يجب أن يتحلوا بالشجاعة للتعبير عن آرائهم بصدق واحترام، وأن يرفضوا المشاركة في أي سلوك منافق، وأن يكونوا حريصين على بناء علاقات عمل قائمة على الثقة والنزاهة. وختاماً، قد تكون هذه السلوكيات تهديداً حقيقياً لبيئة العمل الصحية والمنتجة، من خلال فهم أشكالها وآثارها السلبية والعمل المشترك لمواجهتها، وأن يتم خلق بيئة عمل إيجابية ومستدامة تعزز النمو والنجاح للجميع.