غادر العشرات من مندوبي عدة دول قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع تقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب حول الوضع في الشرق الأوسط أمام زعماء العالم، اليوم الجمعة.
وبينما كان يتحدث نتنياهو، دوّت صيحاتٌ غير مفهومة في أرجاء القاعة، وظلّ الوفد الأمريكي -الذي يدعم نتنياهو في حملته ضد حماس- في مكانه، بينما دوّى التصفيق في أرجاء أخرى مع بدء خطابه.
خريطة اللعنة
كما فعل في الماضي، رفع نتنياهو وسيلة بصرية -وهي خريطة للمنطقة بعنوان "اللعنة"، ووضع عليها علامة كبيرة.
ويواجه نتنياهو عزلة دولية واتهامات بارتكاب جرائم حرب وضغوطًا متزايدة لإنهاء الصراع الذي استمر في تصعيده، ويعد خطاب اليوم فرصته للرد على أكبر منصة للمجتمع الدولي.
وفي الأيام الأخيرة، أعلنت أستراليا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة ودول أخرى اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة.
يدرس الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية وعقوبات على إسرائيل، وأقرّ هذا الشهر قرارًا غير ملزم يحثّ إسرائيل على الالتزام بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما وصفه نتنياهو بأنه غير قابل للتطبيق.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف تتهم نتنياهو بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو ما ينفيه بشكل متكرر.
وأيضًا، تنظر أعلى محكمة في الأمم المتحدة في دعوى جنوب إفريقيا بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، وهو ادعاء تنفيه إسرائيل بشدة.
وعلى هذه الخلفية، بدا نتنياهو حازمًا أمس الخميس وهو يستقل الطائرة في إسرائيل متوجهًا إلى الاجتماع السنوي للأمم المتحدة لكبار القادة في نيويورك.
قال نتنياهو: "سأقول حقيقتنا.. سأدين أولئك القادة الذين، بدلًا من إدانة القتلة والمغتصبين وحارقي الأطفال، يريدون منحهم دولة في قلب إسرائيل".
معارضة متزايدة
وأدى الهجوم الإسرائيلي الشامل علي قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 65 ألف فلسطيني في غزة ونزوح 90% من سكانها، مع تزايد عدد الذين يعانون من الجوع الآن.
بينما تعترف أكثر من 150 دولة الآن بدولة فلسطينية، لم تفعل الولايات المتحدة ذلك، مانحةً إسرائيل دعمًا قويًا، لكن الرئيس دونالد ترامب أشار بوضوح أمس الخميس إلى وجود حدود، إذ صرح للصحفيين في واشنطن بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة.
لم تُعلن إسرائيل عن مثل هذه الخطوة، لكن العديد من الأعضاء البارزين في حكومة نتنياهو دعوا إليها.
ووافق المسؤولون مؤخرًا على مشروع استيطاني مثير للجدل من شأنه أن يُقسّم الضفة الغربية إلى قسمين، وهي خطوة يقول المنتقدون إنها قد تُقوّض فرص قيام دولة فلسطينية.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب ونتنياهو خلال زيارته.
وفي الشرق الأوسط، أعلنت إسرائيل الجمعة أنها تخطط لبث خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة من جنوب إسرائيل إلى غزة، ونقل تصريحاته عبر الحدود إلى الفلسطينيين في الجيب المحاصر.
وقال مكتبه في بيان إنه "أصدر تعليماته للمجموعات المدنية بالتعاون مع الجيش بوضع مكبرات صوت على الشاحنات على الجانب الإسرائيلي من الحدود"، مشيرًا إلى أن البث سيتم ترتيبه بحيث لا يعرض الجنود للخطر