وصف رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، معاناة الشعب الفلسطيني بأنها من "المآسي التي تعتصر القلب في العصر الحديث"، مشيرًا إلى أن الإجحاف طويل الأمد الذي يتعرض له الفلسطينيون يمثل "وصمة عار على الضمير الإنساني ودليلًا على الفشل الأخلاقي المشترك".
وذكر "شريف"، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الفلسطينيين عانوا "بشجاعة لأكثر من 80 عامًا من الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم في الضفة الغربية، حيث تمارس الأعمال الوحشية بحقهم يوميًا، فيما يستمر المستعمرون في قتل وترويع السكان في ظل الإفلات من العقاب وعدم المساءلة".
حرب إبادة
وأكد شريف أن "حرب الإبادة" التي أطلقتها إسرائيل في قطاع غزة أدت إلى معاناة طالت النساء والأطفال بشكل غير مسبوق عبر التاريخ".
وشدد على أن "القيادة الإسرائيلية أطلقت العنان لهذه الحملة المشينة ضد الفلسطينيين، وسيذكر التاريخ هذه الفترة بوصفها حالكة السواد في تاريخ البشرية".
وفي سياق إنساني مؤثر، استشهد رئيس الوزراء الباكستاني بمأساة الطفلة هند رجب، قائلاً: "لقد فات الأوان للطفلة هند رجب التي استمع العالم لصوتها وهي ترتعش بينما تقوم باتصال هاتفي لإنقاذ نفسها، ولكن الإسرائيليين قتلوها، هل تتخيلون ما حدث لهذه الفتاة الصغيرة؟ فشلنا جميعًا في حماية هند رجب.. الكفن الأصغر يكون الأثقل عند حمله".
ودعا رئيس الوزراء الباكستاني إلى حماية الأطفال في غزة، وإيجاد سبيل من أجل وقف إطلاق النار وبشكل فوري.
وأكد شريف أن بلاده تؤيد بشكل كامل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، على حدود الأراضي المحتلة عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة لها، قائلًا بلهجة حاسمة: "لا يمكن أن تعاني فلسطين من استمرار الاحتلال ولا بد من تحريرها حالاً".
الهجوم على الدوحة
وفي سياق آخر، أدان شريف الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، مؤكدًا أنه "انتهاك للسيادة القطرية ولسلامة أراضي دولة قطر، ويعبر عن السلوك الإسرائيلي المعتاد"، مشددًا على تضامن باكستان الكامل مع دولة قطر.
كما أعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن امتنانه لمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد مشاورات مع الدول العربية والإسلامية، معربًا عن أمله في أن تؤدي هذه المبادرة إلى استئناف المفاوضات لتحقيق السلام.
استأنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة لليوم الرابع، اليوم الجمعة، جلسة المناقشات العامة لأعمال الدورة الـ80 للجمعية، في مقرها بنيويورك.
وتستمر أعمال الجلسة التي تعقد هذا العام، تحت عنوان: "معًا بشكل أفضل: 80 عامًا وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان"، حتى يوم السبت 27 سبتمبر، وتختتم يوم الاثنين 29 سبتمبر 2025.
وشهدت جلسة اليوم، انسحاب عدد كبير من الوفود من داخل قاعة الجمعية، عند صعود رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى المنصة لإلقاء كلمته
