كتب/حافظ الشجيفي
في تطور لافت وغامض في قضية مقتل افتـهان المشهري على يد محمد صادق المخلافي، الذي قُتل بدوره بعد أيام من ارتكابه الجريمة، ظهر اليوم تسجيل صوتي جديد مسرَّب للمخلافي، أُضيف إلى مقطع فيديو سابق نُشر أيضًا بعد مقتل الجاني، على نحو يُشير بأصابع الاتهام المباشر إلى الجهة التي تقوم بنشرهما. إن عملية نشر هذه المقاطع بعد وفاة الجاني لا يمكن اعتبارها مجرد فضول أو نشاط عفوي، بل تدل دلالة واضحة على أن هذه الجهة، سواء كانت فردًا أم جماعة، على علم بكل تفاصيل الأحداث، وربما تكون هي العقل المدبِّر أو الشاهد الرئيسي الذي يقف خلف ما جرى، فهي بمثابة "الصندوق الأسود" للقضية. ومن هنا، يجب أن تكون مهمة اللجنة الأمنية الأولى والأكثر إلحاحًا هي القبض على هذه الجهة كأولوية قصوى لتحقيق العدالة وكشف الملابسات والدوافع الحقيقية للجريمة ومن يقف خلفها. والسؤال المحوري هو: كيف وصلت هذه التسجيلات إلى هذه الجهة؟ وما علاقتها تحديدًا بالقاتل المقتول؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة ستكشف أن هذه الجهة ربما تمتلك تفاصيل أكثر وأهم بكثير من تلك التي كان يعرفها الجاني نفسه. فالنقطة المحورية التي يجب التركيز عليها للوصول إلى الحقيقة الكاملة في هذه القضية الشائكة تتمثل في القبض على هذه الجهة، حيث تمتلك مفتاح الحل للغز الجريمة، وليس مجرد كونها عاملًا مكمِّلًا للتحقيق.
