بقلم/ نور علي صمد
مع كل ذكرى لثورة سبتمبر المجيدة نتوقف أمام المعنى العميق للحرية، والعدالة، والكرامة الإنسانية. لكن بين شعارات النصر وأغاني المجد تظل المرأة اليمنية شاهدة على فصل آخر من الحكاية فصل لا يُروى كثيرًا لأنه محفوف بالمعاناة والصبر والتضحيات.
المرأة لم تكن يومًا على هامش التاريخ بل كانت حاضرة في كل مرحلة تُربي جيلًا تُواسي شهيدًا وتقف خلف كل صوت حر يطالب بكرامة هذا الوطن. غير أن الواقع اليوم يثقل كاهلها بأعباء لا تعد ولا تحصى فالحرب جعلت من حياتها ساحة صراع آخر حيث الفقر يُطاردها والحرمان يحيط بها والمسؤوليات تُضاعف دون أن تجد سندًا حقيقيًا.
فالمرأة اليوم لا تطلب امتيازًا بل تطلب إنصافًا. تريد أن تُعامل كإنسانة كاملة الحقوق وأن تكون شريكة في صناعة المستقبل لا مجرد شاهد صامت على الانكسارات. فكل جرح في جسد الوطن يترك أثره مضاعفًا في قلبها وكل حلم مؤجل يظل حبيس عينيها وهي تكافح لتمنح أبناءها بصيص أمل.
إننا حين نتحدث عن سبتمبر فإننا نتحدث عن قيمة الحرية التي وُلدت من رحم المعاناة. واليوم لا معنى لأي حرية ما لم تشمل المرأة ولا جدوى لأي ثورة ما لم تعترف بتضحياتها. فلتكن ذكرى سبتمبر منارة نعيد من خلالها الاعتبار للمرأة اليمنية التي لم تنكسر رغم العواصف وبقيت شجرة صمود تورق في صحراء الألم.
وكل عام والجميع بخير
