آخر تحديث :الجمعة-26 سبتمبر 2025-05:47ص
أخبار وتقارير


سبتمبر بين أسر الحوثي ووحدة عقيمة… الجنوب وخيار الاستقلال

سبتمبر بين أسر الحوثي ووحدة عقيمة… الجنوب وخيار الاستقلال
الجمعة - 26 سبتمبر 2025 - 04:08 ص بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب المحرر السياسي:

تحل ذكرى ثورة 26 سبتمبر هذا العام فيما لا تزال صنعاء ومعظم مناطق الشمال ترزح تحت قبضة الحوثي، في مشهدٍ مؤلم يجعل هذه الثورة مشنوقة على أسوار العاصمة والشمال محاصر ومكبل لا يجد من يحرره أو ينقذه من براثن المليشيات الحوثية.


المفارقة المؤلمة أن البعض ما زال يحاول ربط هذه الثورة التي قامت في الشمال بتاريخ 26سبتمبر 1962م بـ"الوحدة" التي لم تجلب لليمن سوى الانقسام والدمار، وكأن التحرر من الإمامة في 1962 كان مقدمة طبيعية للوحدة الكارثية في 1990. والحقيقة أن الوحدة، كما عرفها اليمنيون، لم تكن سوى مغامرة سياسية فاشلة دفعت ثمنها الأجيال، شمالًا وجنوبًا.


الجنوب… دولة كانت قائمة

الجنوب لم يكن يومًا تابعًا أو كيانًا طارئًا، بل كان دولة مستقلة ذات سيادة، لها علمها وجوازها ومقعدها في مجلس الأمن الدولي، قبل أن تبتلعه مغامرة الوحدة. واليوم، بعد أكثر من ثلاثة عقود من التجربة المريرة، بات من الواضح أن الجنوب لم يخسر إلا باستمراره في هذه الوحدة العقيمة.


وللمفارقة، فإن شعوبًا كثيرة حول العالم نالت استقلالها وهي لم تكن من قبل دولًا قائمة: إريتريا (1993)، تيمور الشرقية (2002)، وجنوب السودان (2011)؛ كلها أمثلة على أن الاستقلال حق مشروع لشعوب لم تملك مقومات دولة مسبقًا. فكيف بالجنوب الذي كان دولة معترفًا بها دوليًا؟


رسائل في ذكرى سبتمبر

في هذه المناسبة، نقول بوضوح: كان الأجدر بالقوى السياسية الشمالية أن توجه جهدها وطاقتها نحو تحرير صنعاء وبقية مدن الشمال من قبضة الحوثي، بدل الاكتفاء بخطب وشعارات جوفاء.


كما أن ما يعانيه الجنوب اليوم من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة ليس إلا أحد إفرازات تلك الوحدة الفاشلة التي كبّلت موارده وربطت مصيره بمصير شمالٍ غارق في صراعاته. ومن هنا، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي مطالب اليوم بمضاعفة الجهود وتحمل المسؤولية تجاه أوضاع الجنوب وإيجاد حلول عملية تلامس حياة المواطنين اليومية.


كلمة إلى بعض الأصوات الجنوبية

لأولئك القلة القليلة جداً من الجنوبيين الذين ما زالوا يربطون بين ثورة 26 سبتمبر والوحدة، نقول: الجنوب قدّم التضحيات الجسيمة ليستعيد قراره وكرامته، ولن يعود أسيرًا لشعارات لم تجلب له سوى الألم. النقد هنا ليس تجريحًا، بل دعوة للتأمل في الواقع: الوحدة انتهت، والجنوب ماضٍ نحو استعادة دولته، شاء من شاء وأبى من أبى.


تهنئة ورسالة للشمال

في الوقت ذاته، نؤكد أننا كجنوبيين نشارك أبناء الشمال فرحتهم بذكرى ثورتهم، ونحترم تاريخهم ونضالهم، لكننا ندعوهم إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه تحرير أرضهم واستعادة جمهوريتهم المختطفة، بدل إلقاء العبء على الجنوب أو الارتهان للخارج.


الاستقلال… ليس عيبًا

الاستقلال للجنوب ليس عيبًا ولا جريمة، بل هو حق طبيعي وتاريخي لشعوب الأرض. العيب أن يبقى الجنوب مربوطًا بمصير شمال غارق تحت هيمنة الحوثي، وأن يظل أبناؤه يدفعون ثمن وحدة انتهت صلاحيتها منذ زمن طويل واليوم، على العالم أن يسمع بوضوح: الجنوب ماضٍ نحو استقلاله، وبناء دولته على أرضه المحررة، ولن يعود إلى أوهام الماضي.