آخر تحديث :الإثنين-15 سبتمبر 2025-09:50م
أخبار وتقارير


داري على شمعتك تضيئ

داري على شمعتك تضيئ
الإثنين - 15 سبتمبر 2025 - 07:59 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

في مثل هذا اليوم، الخامس عشر من سبتمبر، كان يُفترض أن تشهد مديرية خنفر مدينة الكود بمحافظة أبين حدثًا استثنائيًا يليق بتاريخها الزراعي والعلمي، وهو الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس أول مركز بحوث زراعية على مستوى الجزيرة والخليج، ذلك الصرح الذي شكّل على مدى عقود منارة للبحث العلمي وخدمة المزارعين والأرض.


كما كان من المنتظر أن يتزامن هذا اليوم مع تدشين المقر الرسمي للهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي تنفيذًا لقرار وزير الزراعة والري والثروة السمكية، ليعود المركز إلى مكانته الطبيعية بعد سنوات من الغياب والتهميش.


غير أنّ شيئًا من ذلك لم يحدث… لا احتفال، لا تدشين، ولا حتى برقية تهنئة رمزية تليق بتاريخ هذا الصرح.


لقد بدا المشهد وكأن المركز ما يزال أسير الإهمال والنسيان، وكأن يدًا خفية تتعمد منعه من أن ينال ما يستحق من اهتمام ورعاية.


كان الأمل أن يُكرَّم في هذا اليوم علماء وكوادر البحوث الزراعية، أحياءً وأمواتًا، اعترافًا بما قدموه من خدمة للزراعة والبحث العلمي.


كان الحلم أن يُفتح باب التوظيف لخريجي كلية ناصر للعلوم الزراعية، ليواصلوا المسيرة العلمية والإرشادية.


بل كان الطموح أن يرى النور قسم زراعة الأنسجة، وأن يجتمع رفاق المهنة الذين فرّقتهم الظروف.


لكن شيئًا من ذلك لم يتحقق.


إن عتابنا اليوم موجّه بصدق إلى قياداتنا السياسية والزراعية: لماذا هذا الصمت المريب؟ لماذا هذا التجاهل لمركز عريق كهذا؟!


ألم يكن هذا اليوم فرصة لتكريم علمائنا كما يُكرَّم الشعراء والساسة؟


خاب ظننا، وضاع أملنا في من كنا نظنهم سندًا لهذا الصرح العلمي العريق.


حتى أبسط أشكال التكريم لم تكن لتكلف الكثير: كان يكفي على الأقل صرف رواتب موظفي الدولة المتأخرة لأربعة أشهر، لتشعر هذه الكوادر أن هناك من يقدّر صبرهم وجهودهم.


_رسائل مفتوحة_


_الرسالة الأولى_


إلى معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية:


لازالت الفرصة أمامكم لتصحيح هذا الإخفاق.


إن دعمكم لإدارة المركز والوقوف إلى جانبها في إحياء الذكرى السبعين لتأسيس مركز البحوث الزراعية بالكود سيكون موقفًا يسجله التاريخ لكم، وخطوة لإعادة الاعتبار لهذا الصرح الوطني.


_الرسالة الثانية_


إلى محافظ أبين:


إن أبناء المحافظة ينتظرون منكم المبادرة والوقوف بجانب هذا المركز الذي يحمل اسم أبين ويشرّفها بين المحافظات والبلدان.


لازالت الفرصة قائمة بدعمكم لإدارة المركز وتمكينها من إقامة احتفال يليق بتاريخ أبين الزراعي والعلمي.


_الرسالة الثالثة_


إلى السلطة المحلية في خنفر:


أنتم الأقرب إلى هذا الصرح، والأولى بأن تحتضنوا ذكراه وتعيدوا له مكانته.


لازالت الفرصة بين أيديكم لدعم المركز والاحتفاء بمرور سبعين عامًا على تأسيسه، ليبقى منارة علمية في خدمة المزارع والأرض.


ومع ذلك، يبقى الأمل معقودًا على الغيورين من أبناء الجنوب وكل المؤمنين بالعلم والمعرفة، أن ينهض مركز أبحاث الكود من جديد، وأن يستعيد دوره الريادي.


فالمستقبل الزراعي لبلادنا لا يمكن أن يُبنى إلا على مؤسسات علمية راسخة تحمل همّ الأرض والإنسان.


م. عبدالقادر خضر السميطي


دلتا أبين