بقلم: م. عبدالقادر خضر السميطي
علّمنا الورد أن نتحمل الأشواك، وأن تبقى رائحته حتى وإن ذبلت، وهكذا هو مركز أبحاث الكود الزراعي في محافظة أبين؛ يزهر بالإنجازات رغم كل ما تعرض له من محن وتحديات، ليظل عنوانًا مضيئًا في مسيرة البحث العلمي الزراعي باليمن والجنوب.
تأتي الذكرى السبعين لتأسيس هذا الصرح العلمي الكبير، لتذكرنا بأن أبين ليست فقط أرضًا زراعية خصبة اشتهرت بزراعة القطن طويل التيلة، بل هي أيضًا موطن العقول الباحثة التي جعلت من الكود منارة للبحث والإرشاد الزراعي.
إنجازات رغم الألم
مرّ المركز بمحطات صعبة، خاصة خلال الحرب 2011–2015، حين تعرض للتدمير والنهب. لكن عزيمة الباحثين لم تنكسر، فقد واصلوا العمل بإصرار وبإمكانات محدودة، ليكتبوا فصولًا جديدة من الأمل:
1️⃣ الحفاظ على ما تبقى من مزرعة المركز (80 فدانًا) من أصل 500 فدان.
2️⃣ ترميم المباني البحثية وإعادتها للعمل تدريجيًا.
3️⃣ تجهيز المختبر بأحدث الأجهزة ومنها جهاز الامتصاص الذري، الذي يتيح تحليل المعادن بدقة متناهية.
4️⃣ إعادة تأهيل المنحل البحثي مع تسوير وتشجير مساحته.
5️⃣ إنشاء مبنى بنك البذور (جاهز بانتظار بعض التجهيزات لاستكماله).
6️⃣ إعادة زراعة وتنقية الأصناف المحلية بعد أن تعرضت للخلط والتلف.
7️⃣ استعادة أراضٍ زراعية مهددة بالضياع بفضل جهود مخلصة وتضحيات كبيرة.
8️⃣ حفر بئرين وتوفير منظومات طاقة شمسية لدعم الري.
9️⃣ تفعيل مشتل المركز وتوزيع شتلات مجانية للمزارعين من أصناف متنوعة (السدر، العناب، الليمون، اللبان، أشجار الزينة وغيرها).
🔟 نقل مقر الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي إلى الكود ليعود المركز إلى مكانته الطبيعية في قلب الدلتا.
عقول لم تعرف التقاعد
لم يكن هذا الحراك العلمي ليرى النور لولا إخلاص العلماء الذين رفضوا الاستسلام للتقاعد، فظلوا يحضرون أسبوعيًا، بل وحتى في أيام الإجازات، ليقدموا خبراتهم دعمًا للإدارة. رجال ونساء حملوا على عاتقهم مهمة إحياء المركز بجهود شخصية وبلا موازنات تشغيلية.
وخصّ بالذكر:
د. محمد سالم الخاشعة (الذي ضحى وتحمّل الديون من أجل استمرار المركز).
م. سامي جواد همشري
م. محسن بازرعة
د. مصطفى عبدالستار
د. واثق عولقي
د. سمير عبدالرحمن
د. عمر بن شعيب
د. بالليل محمد سعيد
م. أحمد سالم الغاز
د. عبدالله المفلحي
م. خالد محمد سعيد
د. مها عبدالله ناصر
م. فهمي فؤاد
م/احمد حسن
وقائمة طويلة من الباحثين الذين يستحقون أن تُرفع لهم القبعات.
نداء للمسؤولية والدعم
في هذه الذكرى التاريخية، نتوجه بنداء صادق إلى:
معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية: للمشاركة الفاعلة ودعم المركز ماديًا ومعنويًا.
السلطة المحلية في محافظة أبين: للوقوف مع قيادة المركز واستكمال تجهيزاته، ودعمه في تنفيذ التجارب وتحسين الأصناف الزراعية.
إن مركز أبحاث الكود ليس مجرد مؤسسة، بل هو وجه الزراعة في الجنوب وبوابة الزائرين إليها. وما بُذل من جهد وتضحيات يجب أن يجد الدعم الكافي ليستمر في خدمة المزارعين، وتنمية القطاع الزراعي، وصون مكانة أبين الزراعية.
خاتمة
نقولها بكل ثقة:
"مركز أبحاث الكود.. واثق الخطوة يمشي ملكًا."
سبعون عامًا مضت، وما زال الحلم يكبر، والإنجاز يثمر، والعقول المخلصة تزرع الأمل في أرضٍ لا تعرف إلا العطاء.
