بقلم/ حسين العولقي
تشير المعطيات الراهنة في مديرية لودر بمحافظة أبين إلى تراجع مقلق في مسار العمل النضالي بما يعيدنا إلى نقطة الصفر ويبدد الجهود والتضحيات التي بذلها أبناء لودر في مواجهة أعدائها والمتعاونين مع مليشيا الحوثي.
لقد شكلت لودر عبر تاريخها سداً منيعاً في وجه المليشيات الحوثية ومنعتها من التوغل فيها غير أن بعض الأطراف –من خارج البلاد – تسعى اليوم إلى خلخلة النسيج الاجتماعي للمدينة مستغلة الظروف المعيشية الصعبة ومحاولة إرباك الصف الوطني من خلال تحركات وزيارات وتفاهمات مشبوهة مع الحوثيين.
ومن أبرز تلك التحركات، السعي لتجاوز الإجماع الوطني الذي أقرته محافظة أبين بعدم فتح طريق ثرة إلا بموافقة جميع القوى وتحت قيادة المقاومة الجنوبية في لودر بقيادة القائد طه حسين وهو قرار جاء حفاظاً على أمن لودر ومصلحة أبين عامة.
إلا أن بعض القوى الفاشلة في محاولاتها السابقة عادت اليوم بخطاب سياسي جديد تحت شعار ( الإصلاح ) لكنها في حقيقتها تحاول شرعنة التغيير لمصلحة المشروع الحوثي الأسوأ ..
أن هذا الخطاب يخرج من شخصيات كانت في يوم من الأيام تنتمي لمدارس فكرية لا تؤمن إلا بالصراع كطريق للتغيير وهي مدارس تأثرت بالفكر الحوثي بشكل مباشر أو غير مباشر.
إن الإصلاح الحقيقي الذي تحتاجه لودر يتمثل في تحصينها من الخطر الحوثي الذي يتربص بها ويحاول تفكيك نسيجها الاجتماعي والانقضاض عليها أما ما يجري اليوم من مسيرات وتأليب للرأي العام ضد القوى الوطنية فلا يخدم سوى الحوثي ومشروعه التدميري مقابل إغراءات ومصالح دنيوية ضيقة.
لقد لعبت القوى العابثة بأمن لودر دوراً خطيراً في استقطاب ضعاف النفوس ومحاولة تشكيل بيئة حاضنة للمشروع الحوثي. ولتحقيق ذلك استخدمت أساليب متعددة من بينها التخادم المباشر مع المليشيات وتوظيف الأقلام المأجورة لنشر الأكاذيب والمغالطات ضد الثوار والمخلصين للمدينة.
لودر كانت وستظل عصية على الانكسار بوعي أبنائها ووفائهم لتضحيات الشهداء وإدراكهم أن أي اختراق للنسيج الاجتماعي يصب في مصلحة العدو الحوثي وحده لا غير .. فيجب علينا جميعا الحفاظ على النسيج الاجتماعي لمدينة لودر وعدم شق الصف الجنوبي .