آخر تحديث :الجمعة-05 سبتمبر 2025-11:08م
رياضية


الدوريات الكروية والروح الرياضية الغائبة

الدوريات الكروية والروح الرياضية الغائبة
الجمعة - 05 سبتمبر 2025 - 08:16 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب/ فهد حنش أبو ماجد


الكل يعلم أن الرياضة تحمل معاني سامية وغايات عظيمة، فهي وسيلة لبناء الإنسان جسدياً وذهنياً، وتقوي الروابط الاجتماعية بين التجمعات السكانية والمناطق والشعوب، كما أنها تقي الشباب من الآفات التي تدمرهم وتجعلهم يستثمرون أوقاتهم فيما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع، ومن أهدافها كذلك غرس روح المنافسة الشريفة، وتنمية التعاون، وتعزيز قيم القبول بالآخر، والتسليم بالنتائج مهما كانت، فضلاً عن رفع مستوى اللياقة البدنية والنفسية والمهارات الرياضية، وجعل الإبداع والتفوق هو الطريق الأوحد للفوز؛ والأخلاق والروح الرياضية العالية أسمى من كل تلك الغايات، فبالأخلاق تسمو الأمم وتُبنى الحضارات.


إن الرياضة تفقد قيمتها ومكانتها إذا لم تُهذب سلوكيات الرياضيين والجماهير معاً، وتُروّض على الانضباط والالتزام بالروح الرياضية التي يجب أن تعلو فوق كل اعتبار، فما يحز في النفس أن نرى في بعض دوريات يافع شحناً جماهيرياً معتمداً من قبل بعض المثقفين وإدارات الفرق، فيزرعون في النفوس وهماً بأن لا كرامة ولا عزة إلا بالفوز، وكأن الهزيمة نهاية العالم ومهانة وذلة لا يمكن القبول بها؛ وقد أسهمت بعض وسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج هذا الوضع عبر مقاطع وفيديوهات تقلّل من شأن الآخرين وتزرع الغرور والعصبية لدى اللاعبين والجماهر وكأننا مقدمون على معركة لا على منافسة رياضية.


إننا لن نرتقي برياضتنا ودورياتنا إلى مستوى الأهداف السامية إن استمرت هذه السلوكيات المتعصبة التي تفرغ الرياضة من معانيها النبيلة، وتحول الملاعب إلى ساحات نزاع وفوضى بل وتشرعن للعنف وتبرر لكل تصرف أهوج.


إن أردنا ممارسة الرياضة بحق، فعلينا أن نجعل الأخلاق تاجها، والوعي زينتها، والفن والإبداع لغتها. كما يجب أن نُعد فرقنا فنياً وذهنياً لتقديم الأفضل في الميدان. لا لتعزيز العصبية والشحناء، فالمجد الرياضي الحقيقي ليس في عدد الأهداف التي نحققها بل في القدوة التي نصنعها، والقيم التي نغرسها، والصورة المشرّفة التي نتركها.