بقلم: عادل عياش
في رحلتي اليوم إلى ردفان، خطوت أولى خطواتي نحو هذه الأرض التي تحمل في طياتها روح الأصالة والنضال. منذ اللحظة الأولى، شعرت أنني بين أهلي، فلا غرباء هنا، فكل وجه يحمل مكانته الغالية في القلب. الحديث مع أهل ردفان لا يدور حول الماديات، بل ينبع من صفاء القلوب وسعة الصدور.
زيارتي اليوم لم تكن زيارة عابرة، بل كانت تجربة استثنائية. منذ اللحظة الأولى، شعرت أنني في حضن عائلة كبيرة، حيث الكرم والنبل الإنساني هما العنوان الأبرز. ردفان ليست مجرد مكان، بل هي منبع للقلوب والروح، وهي قصة وطن لا تُمحى من الذاكرة.
*ردفان: عنوان النضال والتواضع*
إذا تحدثنا عن القادة الشرفاء، فإننا نتحدث عن رجال لا يكتفون بالكلام عن المكارم، بل يمارسونها ببساطة وتلقائية. حكايتي مع ردفان ليست فقط عن الجغرافيا، بل عن التاريخ والنضال، وعن تلك الروح التي تسكن الجبال والسهول.
ما أبهرني في ردفان ليس فقط القادة الشرفاء، بل تواضعهم الذي لا يُشترى. أبناء ردفان لا يتباهون بما يملكون، بل يفخرون بقادتهم الشرفاء الذين يسيرون بين الناس، يسمعونهم، يبتسمون لهم، يعدون بالوعود ثم يوفون بها. هنا، القيادة ليست سلطة، بل خدمة.
*ردفان: روح وطن وقصة لا تنتهي*
عندما نسطر أقلامنا عن ردفان، فإننا نسطر بكل فخر واعتزاز. ردفان ليست مجرد محافظة، بل هي روح وطن، قصة قافلة الشهداء، وطن صغير يحمل في طياته كبرياء الجبال وحنان السهول. كل زاوية فيها تروي حكاية، وكل صوت فيها يهمس بهموم الناس.
في ردفان، يضحك الأطفال وكأن العالم بخير، وتُشعرك بساطة الناس بعظمة لا تُقاس. خرجت من ردفان وأنا أحمل في قلبي امتنانًا لا يوصف، وأعد نفسي أن أعود إليها، ليس كزائر، بل كابنٍ لهذه الأرض الطيبة.
*شكرًا ردفان*
شكرًا لأنك علمتني أن مواقف الأبطال لا تُقاس بالكلمات، بل تُمارس بالأفعال. شكرًا لأنك جعلتني أكتب اليوم لا بقلمي، بل بقلبي. ستظلين تاج الكبار ومنبع الإلهام، وستظل حكاياتك حاضرة في كل قلب يعشق النضال والإنسانية.