كتب/علاء سلام العزيبي:
تعتبر الصداقة من أسمى العلاقات بين الناس، حيث تكون الحياة صعبة جدًا إذا لم يكن لديك (صديق) يشاركك لحظات الحزن والفرح. فكم واجهتنا في حياتنا مواقف مؤلمة تمكنا من تجاوزها بفضل وجود (أشخاص) وقفوا إلى جانبنا وساندونا لنقف من جديد. وهؤلاء الأشخاص هم أصدقاؤنا الحقيقيون.
فالصداقة الحقيقية كنز لا يفنى، والصديق الحقيقي هو من يكون معك في السراء والضراء ويدعمك في كل خطوة. هو من يشاركك أفراحك وأحزانك ويساندك وقت الشدة. هو مرآة تعكس صفاتك الطيبة. وهو من يذكرك بالله ويدعوك للخير.
هو من يشاركك همومك ويخفف عنك آلامك ويثق بك ويحبك لذاتك. قيل في الصداقة: "الصديق وطن صغير، وأخ أخر، ونعمة عظيمة لن يشعر بها إلا من يملكها."
معظم الناس يدخلون ويخرجون من حياتنا، لكن أصدقاؤنا الحقيقيين هم من لهم موضع ثابت في قلوبنا. أجمل ما في الحياة صديق يقرأك دون حروف ويفهمك دون كلام ويحبك دون مقابل.
جزى الله الشدائد كل خير، فهي التي تعرفك الصداقة الحقيقية، التي لا تقاس بعدد السنين أو الأيام، بل بمدى وقوف الأصدقاء إلى جانب بعضهم البعض في الشدائد والمحن.
فالنعم والارزاق تتوزع على شغالات كثيرة: المال رزق والثقافة رزق والصحة رزق والأولاد رزق، وأيضًا حين يهبك الله صديقًا بمثابة أخ قد وهبك رزقًا عظيمًا.
سلام لمن أستمر صديقًا حقيقيًا كما عرفناه. فالصداقة الحقيقة ليست كلمات تقال، بل (أفعال) لتثبت المواقف.
سلام على أولئك الذين كانوا مرآة للوفاء وسندًا في الأوقات الصعبة. لم يكونوا يومًا غائبين حين اشتدت الحاجة.
لهم كل الحب والتقدير لأنهم القليل النادر في عالم باتت الصداقة تباع وتشترى.
سلام لهم لأنهم كانوا وما زالوا يستحقون منا كل الحب.
حقًا، الصديق وقت الضيق هو من يقف بجانبك في أصعب الظروف ويقدم لك الدعم والمساعدة دون تردد. هو من يشاركك همومك وأحزانك ويخفف عنك آلامك.
هو من يظهر معدنه الأصيل وقت الشدة ويصبح لك سندًا وعونًا.
الصداقة من أكبر النعم التي قد يحصل عليها الإنسان. في طريقها يشعر الشخص بالأمان لأن هناك (شخصًا) يقف بجانبه ويسانده في المواقف الصعبة التي قد تواجهه.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة."
تبقى الصداقة هي الوجه الجميل للحياة. هي الوجه الذي يبقيك مبتسمًا مهما أثقلتك الحياة.
هي السند والعون وكنز ثمين جدًا لمن يقدرها ويحافظ عليها.
هي العلاقة التي تجبرك عندما تنكسر وتقويك عندما تضعف وتسندك عندما تصبح الصداقة هي العلاقة التي ليس للمصلحة فيها مكان.