كتب /نايف زين ناصر:
محافظة أبين، وتحديدًا دلتا زنجبار وخنفر، تقف اليوم شاهدًا حيًا على معاناة مستمرة وطويلة الأمد مع أزمة الكهرباء التي باتت شبحًا يطارد حياة المواطنين يومًا بعد يوم. هذه الأزمة التي تمتد جذورها لسنوات طويلة، بلغت ذروتها هذا الصيف، حيث تحولت درجات الحرارة المرتفعة إلى كابوس يضاف إلى انقطاعات الكهرباء المستمرة، والتي تجاوزت في بعض الأحيان شهرًا كاملًا ونقصد انقطاع بشكل كامل دون أي تدخل حقيقي أو حلول ملموسة.
إن غياب الكهرباء عن دلتا أبين جعل حياة سكانها أشبه بالجحيم. تأثرت كافة جوانب الحياة اليومية، حيث بات الأطفال وكبار السن الأكثر تضررًا من الأمراض الناتجة عن الحرارة العالية. الأسر، بدورها، تعاني من صعوبة الحفاظ على المواد الغذائية والأدوية في ظل غياب وسائل التبريد، بينما توقفت العديد من الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد على الكهرباء، ما زاد من الأعباء المعيشية على المواطنين الذين يعانون أصلًا من ظروف اقتصادية قاسية.
الأزمة لا تتوقف عند حدود الانقطاعات اليومية، بل تمتد إلى ضعف البنية التحتية التي باتت عاجزة عن تحمل الضغط المتزايد خلال فصل الصيف الحار. الشبكة الحالية تعاني من تهالك كبير، مما يجعل أي محاولة لتحسين الخدمة غير مجدية دون تحديث شامل. هناك حاجة ملحة لتوفير الدعم المالي اللازم لشراء مولدات جديدة، وصيانة المحطات القائمة، وتدريب الفرق الفنية لضمان استمرارية الخدمة دون انقطاع وكل هذا طالبت وناشدت به قيادة مؤسسة كهرباء أبين مرات عديدة .
إن دلتا أبين تطالب بحقها الأساسي في الحصول على خدمة كهرباء مستدامة تضمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة. هذه المطالب ليست رفاهية، بل ضرورة يجب أن تكون على رأس أولويات القيادة السياسية والمجلس الانتقالي الجنوبي. المواطنون في دلتا أبين يتساءلون: إلى متى سيبقى الإهمال سيد الموقف؟ وإلى متى ستظل أبسط الحقوق حلمًا بعيد المنال؟
أبناء دلتا أبين يناشدون اللواء الرئيس عيدروس الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي واللواء أبو زرعة المحرمي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالتدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة الخانقة. إن المطلوب ليس فقط تحسين ساعات التشغيل، بل وضع خطة شاملة ومستدامة تضمن توفير التيار الكهربائي لجميع مناطق أبين، مع تعزيز البنية التحتية لتكون قادرة على مواجهة الطلب المتزايد، خاصة في أشهر الصيف الحارقة.
ما مرت به دلتا أبين خلال هذا الصيف لم تشهد له مثيلاً حتى في أحلك فترات الحرب. الانقطاعات المستمرة وضعت المواطنين في مواجهة مباشرة مع معاناة لا تنتهي، مما يستدعي تدخلًا فوريًا لإنقاذ الوضع ومع التحسن النسبي في محافظة عدن هذه الأيام بمعدل ساعتين تشغيل مقابل 4-6أنطفاء تظل معاناة أبين وكأنها لاتريد أن تزول أو اقل شيء تقل وطأة مع متوسط ساعتين تشغيل نهاراً ومثلها ليلاً هذه الأيام .
هي كلمة حق، لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكما إن لم تسمعاها وتستجيبا لها إن صوت أبناء دلتا أبين لن يصمت حتى يجد آذانًا صاغية، وحتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين وضع الكهرباء وضمان حصول المواطنين على الخدمات الأساسية التي يستحقونها.
هذه المناشدة هي دعوة لإعادة الحياة الكريمة لأبين، ولإعادة الأمل إلى سكانها الذين أنهكتهم سنوات من الإهمال والمعاناة وللموضوع بقية إن شاء الله.