كتب/سالم فرتوت:
الأول نفذته عصابة الهاجاناة الصهيونية، وهي منظمة تعني "الدفاع"، تأسست عام 1921م.
والثاني، عملت على تنفيذه عصابة القومجيبن العرب منذ ظهور فرعها في عدن، الذي أسسه مهاجران يمنيان هما سلطان أحمد عمر وطه مقبل عام 1959م.
وانخرط فيه مراهقون جنوبيون معظمهم من مواليد عام 1939، نهاية سنين الخمسينات من القرن الماضي.
كانت أعمارهم حينها لا تتجاوز العشرين عاماً، وأصبحوا قيادات في تلك الحركة التي شكلت نواة ما أطلق عليه النظيم السياسي - الجبهة القومية - التي تشكلت من عدة تنظيمات بمباركة بريطانية، لتسلمها بريطانيا الاستقلال، وتوصل لصنائعها فيها بخوض صراعات لا تنتهي بالعمل على المضي بالجنوب لانتهاج سياسات يسارية متشددة شلت حركة تطوره، بابطاء عملية التنمية في ظل شحة موارده التي حجرت سياسات التأميم والمصادرة والاقصاء عليها، وكأنها تدخرها المحتل القادم بحرمانه من أهم ثرواته كالنفط والغاز وغيرهما من المعادن.
وفي الوقت الذي انتهج نظام الثاني والعشرين من يوليو، منذ عام 1969، سياسات يسارية متشددة، لم يكن ليتورع عن تسليم أرض الجنوب المستقلة إلى الطامع التاريخي، ولما مانع لدي ذلك النظام عن التخلي عن نهجه اليساري المتشدد ليوفر الظروف الملائمة للاحتلال اليمني للجنوب، تنفيذاً للمؤامرة البريطانية التي كلفت عملاءها في الجنوب بتنفيذها، وذلك بتهيئة الشعب الجنوبي المقموع للقبول بالاحتلال، بالحديث عن ما أسمته وحدة الشعب اليمني، التي بلغ الشطط بأحدهم أن اعتبرها قدر ومصير شعبنا، بوعد أن تدار لعبة تدمير البلد مادياً ومعنوياً.
بافتعال خلافات كيدية تطورت إلى صراعات مسلحة، أدت في الآخر إلى إيصال البلاد إلى طريق مسدود.
وإذ أنهاكت الصراعات البلد، جاءت التعليمات أخيراً بتسليمه إلى جاره اليمني دون قيد أو شرط، في مخالفة صارخة للقوانين الدولية.
مارسها تنظيم الجبهة القومية بحق الجنوب، بدءاً من تغيير اسمه من الجنوب العربي إلى الجنوب اليمني، دون استفتاء شعبه، أسوة بالشعوب الأخرى، بإعطائها حق الاعتراض أو الموافقة، ولا سيما فيما يتعلق بمصائر أوطانها.
بدأت المؤامرة البريطانية على فلسطين مع بدء الانتداب البريطاني عليها عام 1917م.
وبدأت المؤامرة البريطانية لاحتلال الجنوب العربي عام 1959، بتأسيس فرع حركة القوميين العرب، ثم ما يسمى بالجبهة القومية، وكذا تأسيس المنظمات الماركسية، وغيرها من المنظمات الأخرى التي أسسها أيضاً المهاجرون اليمنيون في عدن.