كتب/د.عيدروس نصر
غادر دنيانا الفانية يوم أمس الجمعة (٨ أغسطس ٢٠٢٥م) الزميل الشاعر والأديب والمترجم كريم سالم الحنكي حيث وافته المنية في العاصمة اليمنية صنعاء بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة.
كريم ينتمي إلى جيل شعراء التسعينات وقد لمع نجمه الادبي بسرعة فائقة خصوصا خلال تلك الفترة من خلال مساهماته الأدبية في الصحف والمجلات والإصدارات الأدبية والثقافية في عدن ومن خلال فرع اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين هناك، بعد نقل مركز الاتحاد إلى صنعاء في العام ١٩٩٠م.
تعرفت عليه من خلال فعاليات اتحاد الأدباء والكتاب خصوصا أثناء الاستقرار في صنعاء فكان دائم الحضور ضمن ممثلي فرع عدن في المهرجانات الشعرية والفعاليات الأدبية والمرتمرات العامة للاتحاد منذ منتصف التسعينات.
يجمع الفقيد بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة والنص العامي على النمط اللحجي والحضرمي والأبيني.
كان الفقيد مديرًا لتحرير مجلة تواصل الصادرة باللغة الإنجليزية عن مركز الدراسات والبحوث بجامعة عدن وهو مترجم محترف بين اللغتين العربية و الإنجليزية.
بجانب قدراته الإبداعية المتعددة يتميز كريم برقي الأخلاق والتواضع والروح الإنسانية العالية الخالية من أمراض الكراهية والحسد والضغينة وكانت ابتسامته الودودة عنوانا لحضوره في جميع المحافل والملتقيات والفعاليات الأدبية والثقافية في عدن وصنعاء.
من أجواء قصيدته "ما الذي يجعل اليسار يسارا" يقول كريم:
أيُّ سِحْرٍ.. وأيُّ إِعْجَازِ فِكْرٍ
قَرَّبَ الْأَقْصَيَيْنِ، حِيْنَ اسْتَدَارَا
وَاسْتَخَارَ الْهَوَىْ، فَأَوْحَىْ إلَيْهِ
مَا يُؤَاخِيْ بَيْنَ النَّقِيْضَيْنِ دَارَا
وَمَقَامَاً، وَهِجْرَةً، وَاتِّجَاهَاً
وَحَرَاكَاً، وَمَوْقِفَاً، وَمَسَارَا
وَاشْتِرَاكِيَّةً، وَقَوْمِيَّةً، يَغْدُوْ
بِهَا الْقَوْمُ شِرْكَةً لا تُجَارَى
شُرَكَاءً فِي الْقَصْدِ سَارُوْا، وَكِيْلَاً
وَرَدِيْفَاً مُوَكِّلاً، مُسْتَعَارَا.
إنني بهذا المصاب الجلل أتقدم بصادق مشاعر العزاء والمواساة إلى أفراد أسرته الكريمة وإلى أخيه السفير عبد الله سالم الحنكي وذرية الشهيد أحمد سالم الحنكي وإلى الأسرة الأدبية والثقافية في عدن وصنعاء من خلال اتحاد الأدباء والكتاب الجنوبيين واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
أدعو الله أن يرحم فقيدنا كريم الحنكي وأن يغفر له ويتوب عليه ويسكنه فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون.