كتب/ نور علي صمد
في أجواء اتسمت بالدفء الثقافي والاحتفاء الإبداعي نظّم المركز الثقافي اليمني حفل توقيع رواية "10 ساعات في 10 محطات واستراحة" للكاتبة الشابة سارا عادل محمود، وسط حضور نخبوي تقدّمه السفير خالد محفوظ بحاح، وعدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي.
وفي كلمة معبّرة ألقاها خلال الحفل وصف السفير بحاح الكاتبة سارا بأنها نموذج يُحتذى في الإرادة والعزيمة والإبداع المستنير، قائلاً: "أبهرتني بطاقة لا تنضب وعزيمة استثنائية وأنا أتابع كتاباتها بكل اهتمام". وأكد أن سارا تمثل مشروعًا أدبيًا ناضجًا يتجذر في الوعي والهوية، مشيدًا بالدور المحوري لوالدها الذي وصفه بـ"القرين الإبداعي"، لوقوفه الدائم إلى جانب ابنته ودعم مسيرتها.
من جانبه رحّب أ. نبيل سبيع نائب مدير المركز الثقافي اليمني بالحضور مثمنًا الإبداع الأدبي الذي تكلّل بإصدار الرواية عن الدار المصرية السودانية الإماراتية للنشر ومؤكدًا أن العمل يمثّل إضافة نوعية للمشهد الروائي العربي.
وخلال الفعالية استعرضت أ. مها مقداد مديرة دار النشر أبرز محطات الكاتبة الإبداعية ووصفت كتاباتها بأنها روحانية وعميقة ذات بُعد لغوي وجمالي مميز مؤكدة أن سارا كرّست حياتها للكتابة المسرحية والقصصية والروائية وتمكنت من حجز مكانة لها في الساحة الثقافية بفضل تفردها الأدبي وحضورها الإنساني.
كما أجاب أ. عادل محمود، والد الكاتبة عن تساؤلات الحضور حول رمزية عنوان الرواية موضحًا أن اختيار "محطات" بدلًا من "مواقف" ينطوي على دلالة زمنية ومعرفية وفلسفية تربط بين الرحلة الداخلية للإنسان وتأملاته الوجودية.
وفي قراءة نقدية للرواية وصفها د. رفعت محمود، أستاذ النقد الأدبي بجامعة المنصورة، بأنها عمل يجمع بين الفانتازيا والغموض والبعد الديني والفلسفي يلامس قضايا الخير والشر والهوية والإيمان ويؤسس لأدب تعليمي رفيع يعزز القيم والمبادئ الأصيلة.
وتخللت الأمسية قصيدة شعرية وأنشودة دينية أضفت بُعدًا وجدانيًا خاصًا على الأجواء فيما قدمت الكاتبة نسخًا من أعمالها بأسعار رمزية، تشجيعًا على القراءة والإنتاج الإبداعي في بادرة لاقت استحسان الحضور.
رواية "10 ساعات في 10 محطات واستراحة" ليست مجرد سرد عابر، بل رحلة فلسفية وتأملية تغوص في أعماق الإنسان وصراعاته الداخلية، وهي تجسيد حي لقدرة الكلمة على التغيير، ولإرادة شابة تؤمن بأن الأدب طريقٌ نحو الوعي والتحول.
