بقلم/ نور علي صمد
في مشهد يومي مألوف لكل من يعبر شوارع مدينتنا يقف رجال السير منذ ساعات الصباح الأولى وحتى مغيب الشمس يتوزعون على التقاطعات الحيوية والطرق المزدحمة ليضمنوا انسياب الحركة المرورية وسلامة الأرواح..هؤلاء الرجال الذين قد يراهم البعض مجرد موظفين يؤدون عملاً روتينيًا هم في الحقيقة جنود مجهولون يبذلون جهودًا استثنائية لا تعرف الملل ولا التهاون في سبيل خدمة المجتمع.
مهام لا تنتهي وضغوط متواصلة يخوضها رجال السير يوميًا معركة ضد الفوضى المرورية والاختناقات التي تزداد حدتها مع تزايد أعداد المركبات وضغط الشوارع. فهم لا يكتفون بتنظيم المرور فحسب بل يواجهون في الميدان مختلف التحديات: من الحوادث الطارئة إلى حالات الأعطال المفاجئة إلى سلوكيات بعض السائقين غير المنضبطة. ورغم كل ذلك يواصلون أداء واجبهم بابتسامة وإصرار متسلحين بالصبر وروح المسؤولية.
ونراء هذا الأداء المنظّم والجهد المتواصل تقف قيادة واعية ممثلة بالأستاذ عدنان قلعة مدير شرطة السير الذي استطاع بحكمته وتوجيهاته أن يحوّل منظومة السير إلى نموذج يحتذى في الانضباط والالتزام. فبفضل إدارته الفاعلة أصبح رجال السير يعملون ضمن خطة واضحة توازن بين المرونة والحزم بما يحقق الأمن المروري ويحمي أرواح المواطنين.
اجده عرفان وتقدير لجهود لا تُقدّر بثمن إن ما يقدمه رجال السير ليس مجرد وظيفة بل رسالة نبيلة تتجلى في حرصهم على حياة الآخرين. هم أول من يحضر عند وقوع حادث وآخر من يغادر بعد انسياب الحركة وعودة الطمأنينة. يقفون تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف وفي مواجهة البرد في الشتاء غير آبهين بالتعب ولا الوقت. لذلك فإن أقل ما يمكن أن نقدمه لهم هو كلمة شكر صادقة ودعوة بالتوفيق.
سلامٌ على كل رجل سير يقف في الميدان حاملًا في قلبه همّ الوطن وفي يده أمان الطريق. وسلامٌ على قيادة حكيمة ترسم الطريق نحو سلامة المجتمع المرورية. فجهودهم ليست عابرة بل هي حجر الأساس في حياة آمنة ومنظمة يستحقون منّا كل التقدير والاحترام.
