مقال/ عادل عياش:
في ساحة الكلمة كما في ساحة المواقف، يبقى الاعتراف بالخطأ فضيلة والاعتذار شجاعة لا يُقدم عليها إلا أصحاب الضمائر الحية. ومن هذا المنطلق، بعث الصحفي عادل عياش رسالة اعتذار صادقة إلى الدكتور عارف الداعري، رئيس الدائرة الصحية للقوات المسلحة والأمن الجنوبي، على خلفية منشور تم نشره سابقًا فيه شخصه الكريم بطريقة لم تكن منصفة ولا تعكس حقيقة ما تناولناه في جهود جبارة في خدمة الجرحى والقطاع الصحي العسكري الجنوبي.
ومن هذا المنطلق، أتقدم وأنا الصحفي عادل عياش بخالص الاعتذار للأخ الدكتور عارف الداعري، رئيس الدائرة الصحية للقوات المسلحة والأمن الجنوبي، عما ورد في منشور سابق تناولنا شخصه الداعري بشكل غير دقيق ولم ننصف حجم التضحيات التي يبذلها في سبيل خدمة الجرحى ورجال القوات المسلحة الجنوبية.
لقد تبين لي بعد مراجعة ما ورد أن الدكتور عارف الداعري يُعد من أبرز الشخصيات القيادية الصحية التي تعمل بصمت وإخلاص، ويُسجل له التاريخ مواقف مشرفة في متابعة أوضاع الجرحى وتوفير الرعاية الصحية ومواجهة التحديات الإدارية واللوجستية التي تعترض طريقه.
وإنني إذ أعتذر له، فإنني أؤكد أن الاختلاف لا يُفسد للود قضية، وأن الرجال تُنصف مهما اختلفنا معهم، خاصة حين يكون عطاؤهم واضحًا وجهودهم ملموسة وشهادات الناس فيهم ناصعة.
أختم اعتذاري هذا بالتأكيد أن ما تناولناه سابقًا لم يكن إلا بسوء فهم وبسوء تقدير غير مقصود ولا يمس من مكانة الدكتور عارف الداعري ولا من احترامنا له شيئًا. الاعتذار موقف لا يُنقص من صاحبه. إن ما قام به الصحفي عادل عياش يُعد موقفًا شجاعًا يُحسب له، فليس الاعتذار ضعفًا بل هو قوة أخلاقية تُعلي من قيمة الكلمة وتُعيد الاعتبار لمن يستحقه.
والدكتور عارف الداعري بما قدمه ويقدمه يستحق كل احترام وتقدير لا من الإعلام فحسب بل من كل أبناء الجنوب. وأكد عياش أن في زمنٍ نادر فيه الإنصاف، يظل الاعتذار الصادق هو ما يُعيد التوازن ويُثبت أن الكلمة مسؤولة وأن الرجال الكبار أمثال الدكتور عارف الداعري لا يُنقص من قدرهم منشور ولا تُغفل عنهم العيون المنصفة.
كل التحية للدكتور عارف الداعري، فكلاهما يُثبت أن الجنوب لا يزال يزخر برجالٍ يُرفع بهم الرأس، ولكم خالص الشكر والاحترام.