كتب/وسيم عارف العبادي:
في كل عهد وزمان ومكان نستذكر أرواح الرجال الذين لا تنطفئ ذكراهم ولا تُغلق صفحاتهم فهم أحياء في ضمير الوطن وحناجر الشعوب ونبض الميادين وفي مقدمة هؤلاء القائد المغوار الشهيد منير اليافعي (أبو اليمامة) رحمه الله وتغشاه بواسع رحمته القائد الذي لم يكن يبحث عن منصب أو جاه بل حمل قلبه فداءً لوطنه الجنوبي وسار بعزيمة لا تلين وإرادة لا تُقهر
ست سنوات مضت على فاجعة الرحيل لكن الذكرى لم تغب لحظة واحدة عن قلوب أبناء الجنوب بل ازدادت حضورًا وتأججًا كلما عبرت البلاد مشهدًا أليمًا أو مرت في نفق من وجع الواقع يعاود الناس استذكار تلك الروح الفريدة التي سخّرت حياتها لحلم وطن وكان أبو اليمامة رمزًا للثبات والشجاعة والعهد الذي لا يُنقض
لم يكن مجرد قائد عسكري بل كان مشروع أمة وصوتًا للحق في زمن كثر فيه الصمت وكان يقاتل من أجل الجميع بقلب صادق لا يعرف الخيانة ولا المساومة وعلى درب الكبار سقط شهيدًا عزيزًا شامخًا لكنه لم يمت فقد صار اسمه يُردد في كل منزل وجبهة وكل مظاهرة ومسيرة وكل نداء للحقيقة والكرامة
إن الحديث عن أبو اليمامة ليس مجرد حديث عن بطل رحل بل عن عهد مستمر ورمز يتجدد في وجدان أمة ما تزال تقاتل لأجل كرامتها وتدافع عن حقها في حياة حرّة كريمة وفي مثل هذا اليوم تتجدد مشاعر الوفاء وتتقد جذوة النضال ونرفع أكف الدعاء لروحه الطاهرة بأن يكرمه الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا
