آخر تحديث :الخميس-24 يوليو 2025-02:21ص
عربي ودولي


غزة بين جراح تنزف وصمت عربي مدوٍّ

غزة بين جراح تنزف وصمت عربي مدوٍّ
الأربعاء - 23 يوليو 2025 - 08:19 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/وكالات

كتب /عادل عياش

في زمنٍ تظهر فيه صور المآسي على شاشاتنا كمشاهد عابرة في فيلم طويل، تنهش هذه المشاهد أرواحنا، مشاهد أهل غزة المحاصرين الذين يموتون جوعًا قبل أن تدمرهم القذائف وسط أنقاض البيوت. تصرخ أصوات الأنين من تحت الركام، تقف غزة وحدها تواجه أقسى أنواع العدوان: يحاصرها الجوع، يحرقها القصف، ويقتلها الخذلان.


أهل غزة لا يطالبون بالمستحيل؛ يطلبون فقط العيش بكرامة، لقمة خالية من الذل، وصوتًا ينطق بالدفاع عنهم ولا يصمت أمام الجريمة. لكن أين نحن؟ أين أولئك الذين كانت شعارات "الأمة الواحدة" تصدح بها المنابر؟ ما الذي أصاب الشعوب العربية حتى باتت تتفرج بصمت؟ لماذا ترى الأنظمة هذه المأساة وكأنها حدث عابر لا يستحق حتى الإدانة؟


لقد صار الصمت العربي أقسى من الصواريخ، صمت يبرر الجريمة، يزيد من معاناة الأبرياء، ويرعب الضمير قبل أن يرعب العدو. في زمنٍ يُفترض أن تتحد فيه الأصوات لنصرة المظلوم، توحدت الأمة فقط في خفوتها وخوفها وربما تواطئها.


أهل غزة لا يطلبون من العرب تحريك الجيوش، بل يطالبون بتحرك القلوب، تحرك الكلمة، تحرك الإعلام، تحرك الدعوة، وتحرك الواجب الإنساني والديني والأخلاقي. غزة ليست مجرد قضية سياسية؛ إنها اختبار حقيقي لنبض أمتنا، لقيمنا، ولإنسانيتنا. ولا شيء أشد إيلامًا من عجز القلب الجماعي للأمة عن النبض بينما غزة تصرخ في العراء.




.