تُعد المهرجانات السنوية التي تُقام في يافع القارة، وبين المحاور، وبعض مناطق لبعوس، والتي تتزامن مع عيد الأضحى المبارك، من أبرز المظاهر الثقافية والاجتماعية التي تعبّر عن هوية يافع الأصيلة وتاريخها العريق. فهذه الفعاليات ليست مجرد تجمعات احتفالية، بل هي محطات لقاء حضاري بين مختلف الثقافات والوجوه، وفرص متجددة لتعزيز الروابط الاجتماعية، وتقديم التراث اليافعي للعالم بشكل حيّ ومبهر.
ما يميّز هذه المهرجانات هو حضورها الشعبي الواسع، والمشاركات التي بدأت تتجاوز حدود يافع لتشمل زوّارًا ومهتمين من مختلف المحافظات، بل ومن خارج المنطقة، وهو مؤشر إيجابي على مكانة يافع المتزايدة كمركز جذب ثقافي وتراثي.
لكن ما يزيد هذه الاحتفالات قيمة، هو أنها تقام في قلب منطقة يافع في قلعة القارة النُصَبَاء، التي تمثل رمزًا تاريخيًا شامخًا ينبغي أن يكون في صدارة الشعارات والرموز المرتبطة بتاريخ يافع وهويتها. ومن هنا، فإن الأمل كان كبيرًا بأن تتزامن هذه الفعاليات مع خطوات ملموسة في ترميم القلعة، لتكون شاهدة على الحاضر مثلما كانت حارسةً للماضي.
كذلك، يتطلع الكثيرون لأن يشهدوا حضور سلاطين يافع في مثل هذه المناسبات، مشاركةً ودعمًا لأبناء مناطقهم، باعتبارهم جزءًا من ذاكرة وهوية يافع المتجددة. ورغم أن الظروف قد حالت دون ذلك هذا العام، إلا أن الأمل باقٍ أن تشهد المهرجانات القادمة تواجدهم الفعلي، دعمًا للتاريخ، وتعزيزًا للتلاحم المجتمعي.
وختامًا، فإن الطموح كبير بأن يأتي المهرجان القادم وقد قُطعت خطوات مهمة في ترميم قلعة القارة، وأن يوضع حجر الأساس لـإنشاء متحف يروي تاريخ يافع العريق، ويحتضن موروثها الثقافي والمعماري والاجتماعي، لتبقى يافع منارةً للتراث، وعنوانًا للهوية والكرامة
م/عبدالقادر السميطي
* دلتا أبين الحصن يافع الساحل بني قاصد