كتب/خالد البديلي:
هو حيدرة عبد الله العطوي الشهير ب(عطيلوه) ولد في منطقة حصن بن عطية عام 1925م، متزوج وله سبعة من الأبناء بين ذكور وإناث، من أوائل الملتحقين في صفوف أفراد الشرطة، وهو واحد من الشعراء الشعبيين الذين كانوا ينظمون القصائد الشعرية أثناء الحروب القبلية بين اليافعي والفضلي والتي هي أشبه بحروب الجاهلية، وكان له رداً شهيراً على شاعرينتمي إلى الطرف الآخر والذي يقول فيه:
لو معكم نمر معنا أسد طاهش وفيل
يسرى على الحيوان يصبح لحم مأكولة
وفي مطلع الستينيات وبينما كان يعمل جندياً بالشرطة برتبة عريف، رقي جميع زملاءه إلّا هو وكان من بين الذين ترقوا جنود التحقوا من بعده بالخدمة، فخاطب الضباط المسؤولين عليه ومنهم كبير الضباط (بن عدين) ساخراً حيث قال:
يا ضباط لمّا متى وأنتم سكوت
شلوا عليَّ الفوتين ولَّا طلعوا لي فوت
وقد نال ما أراد، ومنح بعد ذلك اليوم الفوت الثالث إضافة إلى الفوتين التي اكتسبها من قبل، بترقيته إلى رتبة نائب أول بما يعادل رقيب أول في وقتنا الحاضر ومن نوادره الشعرية محاكمته للكمر الذي يستخدمه عامة الناس كحزام ومحفظة للنقود وتمت المحاكمة إثر فقدان اثنين شلن منه وهو مرتب في شرطة مدينة جعار قبل الاستقلال واكتشف ذلك بعد أن ذهب إلى السوق وتناول وجبة الفطور في إحدى المطاعم وعندما قام ليدفع قيمة ما أكله تبين له ذلك، وأخبر صاحب المطعم بما جرى وسرعان ما عاد إلى زملاءه في مقر الشرطة مستفسراً منهم ثم قال مخاطباً الكمر:
أول بندعي دعوى بحق الكمر
دي أنا مؤمن له بعد، بالأمانة خان
ثلاثة شلن مطروح به في وقت السمر
والصبح قلّبته وحصلت به شلن بان
وقلت فين لثنين الباقي يا كمر
قال لا تكلمني أنا زعلان
أنا اترجى المحكمة والأمن في زقر الكمر
لمّا يسلم كل ما ودر عليَّ الآن
ورد الكمر مدافعاً عن نفسه :
حاشا الله وأنا أسمي الكمر
على غريمي دي اندعى عليَّ بهتان
أنا شفت الثلاثة بيننا وقت السمر
غريمي يعرف المذكور دي على الباب مر
لمَّا لقط لثنين وترجَّع على ما كان
وبعد سماع زملاءه لحواره مع الكمر عرفوا الحكاية وتبين لهم أن النقود قد فقدت من عندهم، فقاموا بتقديم المساعدة له، فمنهم من قدم الشلن ونصف الشلن ومنهم من قدم العانة والعانتين مما سمح له بالعودة إلى صاحب المطعم ويدفع له قيمة الفطور الذي تناوله وهو في منتهى السعادة ..
استمر في عمله بالشرطة إلى ما بعد الاستقلال وفي نهاية السبعينيات من القرن الماضي ترك السلك العسكري وانتقل إلى الري التقليدي أبين .أحيل إلى التقاعد في نهاية التسعينيات وتوفي بشهر يناير عام 2012م