مذكرات تاريخية توثيقية يكتبها عبدالقادر حسين صالح الناخبي -الجزء الخامس والأخير
المدرسة الحكومية جعار العام 68 / 69م .
توسع التعليم بجعار وازداد عدد الطلاب فلم تستوعبهم مدرسة الحكومة وتم إلحاق البيت الذي سكن به الاستاذ صالح فرج لاحقا كفصل دراسي وتم تركيب مدرسة خشبية شرق الملعب وتبرع المناضل صالح الشعملي بفتح فصول دراسية في عمارتهم الخاصة الجديدة وكان الباب من الشارع الجنوبي ثم فتحت ثالث مدرسة ابتدائية للبنين وهى المدرسة الشمالية وأما البنات تم نقل المتوسطة إلى بيت علي عاطف الكلدي .
وقد شهدت تلك الفترة حراك سياسي منها حركة 14 مايو ثم تلتها مظاهرات احتجاجية من قبلنا نحن الطلاب ومننا من اعتقل سواء ذكور او اناث .
كانت سنة مميزة بمدرستنا فقد تولى إدارتها الأستاذ منصور عطوي و انظم إلى هيئة التدريس الثنائي النشط الأستاذ قادري عبدالباقي والأستاذ محمد على يحي وهما شعلة نشاط ، أشرف الأستاذ محمد علي على النشاط الكشفي بدلا من الأستاذ المفلحي ، وكنا طلاب الفرقة الكشفية نلبس كوفية خضراء عليها شعار الكشاف وهو التاج ومنديل أخضر حول الرقبة بربطة عنق جلد عليها شعار الكشاف وصفارة ( زيتي ) مربوطة بحبل ابيض قطن حول العنق ويتدلى الحبل لتصل الصفارة إلى جيب الصدر ، وبدلة كاكي قميص وسروال شرت .
و بإشراف الأستاذ د.محمد علي يحي وبمشاركة الأستاذ قادري اقمنا معسكر كشفي بالجبلين غرب جعار مسير ساعة على الأقدام ، نصبنا الخيام على شكل دائرة وتركنا مساحة بالمنتصف لطعام والطابور واقمنا فيها السهرة المسائية حيث كان الأستاذ قادري يتنقل بمايكرفون مسجل على الجميع للمشاركة بنكته أو نشيد أو اغنيه أو لغز .
وكنا نتبادل الحراسة حول خيم المعسكر ، وفي منتصف الليل اجتاحنا طلاب المتوسطة بهجوم مفاجئ دمروا علينا الخيام ولخبطوا علينا الفررش وصدوا نومنا واكملنا ليلتنا بالنكد والسهر .
وبنفس العام 1968م قمنا برحلة كشفية إلى الحوطة لحج وبمعيتنا الفرقة النحاسية التابعة للمدرسة المتوسطة جعار بقيادة محمد حسين امبشع ،
دخلنا شوارع الحوطة لحج ونحن بطوابير منتظمة وحركة سير عسكرية والفرقة النحاسية تعزف والأستاذ القائد محمد على يحي يوجهنا ونحن نردد نشيد الكشاف بصوت عالي وجماهير الحوطة وقفت على جانبي الطريق تحيينا وتستقبلنا ونحن نطوي شوارع الحوطة بين الجماهير رافعين رؤسنا وهاماتنا عاليا ونردد النشيد :
انا الكشاف غاياتي وقصدي خدمة الإنسان
وابذل طائعا جهدي لنشر العدل والإحسان
كان عام 1969م عام التحول بالفكر والاقتصاد فبعد رغد العيش بدأ حررف العيش وشمرة السواعد للعمل ودارة العجلة نحو نظام التحرر الديمقراطي .
كنا ننام العاشرة ليلا وشوارع جعار تفترشها الأغنام وبعض قعائد الشماليين أمام محلاتهم ومطاعمهم .
واحمد مقراط وعبدالحميد سليمان يهيمون ويسرحون ويمرحون في شوارع جعار ليلا ، وبركة العمياء على كرسيها تنام بركن سوق الخضرة ، وتفوح رائحة البخور من سمر العشاق كل مساء .
وسرق الأغنام يتخفون بظلامها ليلا وينكشفون بنهارها ، ومع بزوق الفجر يشع يوم مفعم بالعمل والاجتهاد والحب والوئام بين الناس وأكبر حزن اجتمعنا فيه كلنا آل جعار وبكينا بحرقة هو موت الزعيم جمال عبدالناصر كنا نتابع أخباره بأفلام مصورة قبل العرض وبين الشوطين بالسينما الشعبية التابعة للعاقل محسن حسن وأكبر فرح كان يجمعنا غير العيدين هو يوم عاشور نلبس جديد وهات يا مطاردات بالشوارع بطرش الماء وكذلك فرحة زيارة ابو شملة وبرمضان كان السهر محدود فقط بلعب البطه وكنا نحن الطلاب المراهقين ننتشر بالعشر الاخيرة بالسوق نغازل البنات اللاتي يتسولين الفطرة والزكاة أو يتسوقين وهن كثيرات وكنا نتخفي من المدرسين .
كانت مدرستنا نموذجية بطلابها ومعلميها ، دراسة في الصباح ونشاطات مختلفة بالعصر ومذاكرة منتظمة بالفصول الدراسية بحضور المدرسين بالمساء لتكميل المنهج وتوضيحه مع الالتزام الصارم بالحضور ، وكان بمدرستنا إضافة إلى المدرسين المذكورين سابقا علي بامسلم وصالح الشعملي وحمود العفيفي وعلي زين وعلي حسين وصالح اليزيدي والحمزة وامسعيدي ولعوج و محسن جعسوس وزودت مدرستتا بمدرسين جدد علي ماطر وعيديد طه عيديد وبطل كمال الاجسام حسين إبراهيم النجاشي وعقلان وزيد حنش واحمد عبدالخالق وعلي سليم .
وغادر من مدرستنا الجابري ومليكان ومنصور العطوي .
كنت مع زملائي شقوف بالرياضة أيام ازدهارها كانت مباريات الشباب الرياضي والهلال والواي أقوى مباريات تلك الأيام وايضا يأتي بعدها مباريات الجزيرة والأحرار والحسيني والتضامن وشباب التواهي وشباب البريقا .
كنا نذهب من جعار إلى عدن لمشاهدة المباريات أنا و مسعود سليمان وجمال عبدالقادر وعلى الصلاحي وجمال صالح وعبدالقادر صالح الحاج وعقيل القسمه وأبو عيون علي ناصر عبدالقوي ومحمد غالب علي واما فضل محمد ناصر هو ومحمد ابو أربع واحمد معوضه واحمد غالب يلاقونا من لحج إلى ملعب الحبيشي بكريتر لأنهم يدرسوا زراعة بمعهد ناصر بالحوطة .
كنا نحرص على الذهاب إلى عدن لمشاهدة تلك اللقاءات العملاقة ، وكنا نتعبر مع سيارات الخضرة أو سيارات الحكومة كنا ننتظر بالساعة والساعتين حتى تمر سيارة وتنقلنا ، كنا نرى سيارة الحشيش على مسافة كيلوا متر لارتفاع حمولتها وكذلك العربيات التى تحمل طرابيل العطب إلى المحلج ، ومرة اوقفنا سيار جبان كبير نقل فاضية بعصرة زنجبار الساعة العاشرة صباحا ، قال السائق لنا اركبوا إلى القرنعة ( سوق الجملة بالكود ) وحملوا لي الحبحب وباوصلكم الى عدن فوافقنا بدون تردد وحملنا من القرنعة الحبحب ونزلناه بسوق الجملة بخور مكسر ، وهو ما قصر وصلنا إلى ملعب الحبيشي مع بداية المباراة ، وتغدينا حبحب .
كنا بعد المباراة ما نحصل مواصلات إلى جعار ونضطر نبات بعدن عند طلاب من جعار بدار المعلمين منهم غازي وصالح عبيد وعبدالقادر الباني ، كانوا يسكنوا بفندق الصخره بتواهي وبعدين نقلوا إلى قصر العبدلي بجوار ملعب الحبيشي بكريتر ، كنا نرتاح عندهم أكل مجان وسكن نظيف وكنا نتمرن بملعب صغير بجوار الحبيشي بوجود المايسترو ابو بكر الماس ، وحضرنا مباراة لفريق الجيش ضد الجيش الروسي سجل جعبل فيها هدف جميل ، وكذلك حضرنا مباراة الإسماعيلي ضد نادي شباب التواهي .
كانت تجمعنا الكرة تأخذ حديثنا كامل ونتذكر ليلة نمنا عند الباني وصالح عبيد بدار المعلمين وذهبنا نتمرن ووجدنا ابو بكر الماس يدرب أشبال من الشباب الرياضي ولعلبنا معهم مباراه ودية صباحية سجلنا عليهم عدة أهداف ، استقربوا من جودة فريقنا وتعرفوا علينا قالوا انتم فريق خنفر وتعطلت المباراة بعد ذلك .
وصالح عبيد كان دائم المزاح مع جمال عبدالقادر وأبو عيون والورقي ( عبدالقادر الحاج ) ومحمد عسكر ونجيب زين ( سعبوب ) ، وحسين الخشن جلف بالملعب ومشكلي بالرحلات .
كان صالح عبيد يحضر لنا صحن الرز مليانه خصار من البندرة حق دار المعلمين ، ولا ننسى بعض الرحلات مع قاسم ملحوس مشجع رقم واحد لشباب الرياضي بجعار وعبدالله البيضاني أبو قصة كان يرافقنا إلى المباريات .
وعوض المليح دفاع الشباب الرياضي يعمل دبل كيت إلى جول فريقه هههههههه .
وقرقور وكرة من حيدره ابو بكر والعير حقه مرمى الخصم
كانت ايام رائعه مارسنا فيها حريتنا بدون تكاليف وببساطة عشنا بزمن نظيف فيه نظام ورجال برزوا لم يلد هذا الزمن مثلهم بالرياضة والفن والثقافة والقيادة .
كما لاانسى رحلة حضرموت التي رتبها وقادها المدير منصور العطوي وما عانى فيها الطلاب بالبحر بين عدن والمكلا من فقدان السفينة ومخاطر الموت رغم نجاح الرحلة بزيارة المكلا وضواحيها ووادي حجر حتى باتيس حجر .
ورحلة كشفية إلى الاذاعة بالتواهي ومصنع كندا درارى بالمنصورة عام 1968م وقيام معسكر كشفي لعموم محافظات الجنوب بمخيم السيلة بكريتر عدن .
أنتهى

