آخر تحديث :السبت-31 مايو 2025-01:17ص
وثائقيات


يوميات طالب

يوميات طالب
الأربعاء - 14 مايو 2025 - 09:25 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/ وثائقيات

مذكرات تاريخية توثيقية يكتبها عبدالقادر حسين صالح الناخبي

الجزء الرابع

مدرسة جعار الحكومية 66 -- 1967م

في السابعة صباحا يوم السبت قرع الجرس المراسل ابو عصام مفتاح واستوى جميع الطلاب بطوابيرهم تم التفتيش على نظافة الملابس والجزمات والشعر والاظافر ثم بدأ الأستاذ سالم عوض بالتمارين السويدية كالعادة ، ثم تفرقنا بالاتجاه إلى فصول الدراسة طوابير منتظمة .

وأول عمل كنا نقوم به بالفصل هو قرآءت الفاتحة والمعوذات والإخلاص بشكل جماعي ونحن واقفين .

ثم دخل المدرس يحي قحطان مدرس العربي ومربي الصف وسلم علينا ، وقفنا له احترام وردينا عليه التحية واستمرينا واقفين حتى قال لنا المدرس : جلوس .

ثم بدأ بعد ذلك بشرح درس الإملاء في اللغة العربية بالحصة الأولى ثم واصل بالحصة الثانية تصحيح ما كتبناه ، وفي تلك اللحظة انهالت على فصلنا الحجارة وعلى جميع فصول المدرسة من قبل طلاب المدرسة المتوسطة كي نوقف الدراسة ونلتحق بالمظاهرة ، اندفعنا نحن الطلاب من الفصول إلى الميدان واختلطنا مع طلاب المتوسطة وبدأنا بالزحف نحو السكرتارية والمحكمة والشرطة وكلا منا يجمع حجارا لرمي العسكر أو دوائر حكومة سلطنة يافع الساحل ، وحاملين يافتات ثورية تحمل شعار الجبهة القومية N .L .F .

كان العسكر مغلقين الشارع أمام السكرتارية بقيادة بن عديل ، وتم التصادم بين الطرفين رجم ومسيلات الدموع وإطلاق نار بالهوا وضرب بالعصي والأيدي ثم تمكن الطالب ناصر أحمد الحاج من مسك رأس بن عديل وحاول يلوي رغبته لولا تدخل العسكر .

ارتدينا من ذالك الشارع وهربت إلى امام بيت الملحم عبده حسن وأولاده احمد وعصام وابن الزيدي جارهم ، كانوا واقفين على الباب ينظرون إلى الكر والفر بين المتظاهرين والعسكر .

تركت المظاهرة وسلكت الشارع مع ابن المطوع وخاله هارون ومرينا أمام سجن الرهائن وودعتهم عند باب بيتهم وواصلت المسير حتى جوار بيت الحاج عبدالرحمن السلفي ، نظرت إلى الخلف بالشارع الموصل للسكرتارية وكان اثنين من العسكر هاربين نحوي وخلفهم يجري مجموعة كبيرة من الطلاب ويرجموهم بالحجارة كالمطر وعندما وصل العسكر بجواري اصابتني حجر خلف اذني ( بالمسكرة ) سقطت مغميا ولم أفيق إلا بالبيت ، بعد ساعة

تواصلت المظاهرات باستمرار واصيب بن سبعه قدام المسجد برصاصة بالفخذ واحرق الحفيص بجبل خنفر.

وفي نهاية العام الدراس ، أقيم احتفال كرنفال كبير بميدان المدرسة الحكومية بجعار بمشاركة مدرسة السلطان الداخلية ومتوسطة جعار ، مع مدرسة الحصن الابتدائية .

كان الميدان سبخ وبمنتصفه مسرح وتقع مدرستنا بالجهة الغربية منه ، واما الجهة الجنوبية بيوت اللجنه وسكانها من الغرب إلى الشرق كالآتي : بيت الحريري وبيت جرهوم وبيت عبدالواسع وبيت بجيش ، ويحد الملعب من جهة الشرق امتداد الشارع الرئيسي ، والجهه الشمالية بيت اللجنه وفيه مستودع كتب المدرسة ثم فراغ وبيت منصور عاطف ثم بيت محسن حسن ثم بيت الضابط السياسي سابقا .

بدأ المهرجان بكلمة مدير المدرسة وكلمة السلطان محمود وكلمة لصالح عمر مشرف التعليم .

بدأ الاحتفال بالعرض العام والكشافة بالمقدمة وتعزف الإيقاع بالطبول والنحاس ، وفرق الطلاب المشاركين والمتنافسين وايضا الجمال والحمير المشاركه في المهرجان تسير بانتظام بإشراف سالم عوض وجمع من المدرسين .

ثم بدأت السباق إلجمال مع بعضها ، والحمير مع بعضها وسط تشجيع جماهيري كبير وضحك ومقالب للفرسان على الحمير والجمال ثم سباق الأفراد للحواجز وفيه أكثر آثارة وروعة حيث تنطلق الدفعة الأولى حاملة أعلام وتسلمه للمجموع الثانية إلتى كيست أقدامهم بجواني ويجروا على شكل نطناط ثم تستلم الإعلام مجموعه أخرى تمر عبر تايرات مربوط ومعلق بعارضة الجول ثم تسلم للمجموعه الرابعة وكل فريق منهم مكون من شخصين مربوطين بارجلهم مع بعض واحد اليمنى والأخر اليسرى يصعب عليهم التناسب بالسباق فيقعوا على الارض ثم يحدد الفائز حسب وصول المتسابقين وكان محمد عبده الحلاق أكثر المتسابقين آثارة وضحك ، ثم سباق شد الحبل بين مدرستنا ومدرسة الحصن وفضل أحمد حسن هو من كان آخر الحبل ومربوط بوسطه لأنه كان أضخم طالب إلى جانب جمال علي محسن وفضل محمد حسن وكان الأستاذ سالم عوض يشجع فريقنا ويقول هيب ، هيب ويتشنج والجماهير تصرخ معه حتى انتصرنا ، ثم سباق الدراجات البطيئ ومن المشاركين فيه محمد عبدالله أبو بكر وناصر عبدالقوي الفائز بسباق الدراجات .

ثم أقيم حفل ساهر بنفس الملعب وشارك فيه فنانين مسكين علي ومحمد يسر واتخلله نكت ومسرحية وأخبار إذاعة الويكا من الدرجاج .


يتبع..