يقع هذا الشارع التاريخي العريق والأنيق، في ألطرف الشرقي لمدينة "كريتر" بعدن، ويمتد من شارع "العيدروس" جنوباً ليتواصل مع شارع الملكة أروى حتى "عـَقبة عدن" شمالاً ..
يُعتبر هذا الشارع أقدم وأهم شوارع العاصمة "عـــدن" على الإطلاق، إذ يضم في جوانبه "منارة عدن" التاريخية التي كانت منارة لمسجدٍ بني عام 700م، أي قبل 1,320 عاما، وبالتحديد في عهد أمير المؤمنين الخليفة "عمر بن عبدالعزيز"، ويقال أيضا أنه بـُنـِي بإشراف "أبو موسى الأشعري"، ثم "معاذ بن جبل"، كما أن هذه المنارة أستـُخدِمت لإرشاد السفن في تلك العصور الغابرة ..
ويقع في هذا الشارع مَبنى قديم كان سَكناً للشاعر الفرنسي الشهير "رامبو" وهو شاعر عاشَ في القرن التاسع عشر الميلادي وعُرف بتأثيره على الأدب والفنون الحداثية، ورسْمِه للمعالم الأساسية للفنون السريالية في ذلك العهد، وقد أشتغل الشاعر "رامبو " في التجارة في مدينة عدن مابين عامي 1870م و 1880م، وتحول هذا المبنى بعد ذلك إلى مكتب خاص بالغرفة التجارية والصناعية في عدن، ويوجد في الشارع أيضا أول مكتبة "ثقافية وعلمية" عامة أنشئت في المنطقة، حملت إسم مكتبة ليك، ثم سميت بعد الاستقلال بمكتبة "مسواط" ..
كما يقع في هذا الشارع مبنى تاريخي آخر، هو "المجلس التشريعي"، أول مجلس تشريعي في المنطقة أيضا، بُني في البداية ككنيسة في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي فوق تلة صغيرة في وسَطِ الناحية الشرقية للشارع ..
ويقع في شارع "لقمان" أيضا أول أستاذ لِكرة القدم في الجزيرة العربية، ومَبنى "المجلس البلدي" التاريخي، ومبنى "البريد الرئيسي للعاصمة عدن" ذو الشكل الهندسي الرائع، و"حديــقــة البلدية" التي شـَكلت في زمن "المدَنـِية والتحَضُّر" رِئة لِمدينة كريتر، والتي للأسف تم البسط عليها مؤخراً، وأُقيم مكانها مبنى خرساني ساهم في أفـساد هواء هذه المدينة العتيقة ..
وشارع "الملكة أروى" الذي كان في الماضي يحمل إسم شارع "إسبلاناد Esplanade" - وهي كلمة إنجليزية تعني الشارع الفسيح، والذي يتواصل مع شارع لقمان، أنشئت فيه، في الماضي، متاجر متنوعة مُكتضَّة بجميع أنواع السلع، ومصنعاً لشراب الكوكا كولا، والجاراج الأشهر لإصلاح السيارات في العصر الذهبي للمدينة والمُسمى بـ "جاراج السُبراتي"، ومبنى شركة أوروبية تدعى "أثناس برادرز"، لِبيع السيارات البريطانية الصُّنع، وهي تقع بالقرب من جاراج السُبراتي ..
كما بـُنيت في ذلك الشارع، أول دُور للسينما في الجزيرة العربية، كدار سينما "برافين" للأفلام الهندية، ودار "السينما الأهلية" للأفلام العربية والغربية، وضَمَّ الشارع أيضا مَتجراً لبيع أرقى الساعات العالمية في ذلك العصر، والمصنوعة في "سويسرا"، وهي ساعات "رولِكس" الشهيرة ..
وأنشأت في ذلك الشارع أيضا مباني لأولى البنوك التجارية العالمية في الجزيرة العربية، كـ "شارترد بنك" و "إيسترن بنك"، و"ميدل إيست بنك"، و"بنك أوف إنديا" ..
هكذا كانت عدن في عصرها الذهبي .
ألا ليت الزمان يعود يوما
/فؤاد أبوبكر