الجزء الرابع /مذكرات تاريخية توثيقية يكتبها عبدالقادر حسين صالح الناخبي
ثانوية زنجبار 1975 م
الحفل الفني الساهر
مكان الحفل الساحة الواقعة بين المدرسة والقسم الداخلي ( ملعب كرة الطائرة ).
المسرح فارغ إلا من بعض المنظمين للأمسية الفنية ، حضرنا مبكرا والمكرفون يبث شرح فيصل علوي وفضل كريدي اغنية مش مشكله يا قلب ، بدأ الجمهور بالتوافد والتسابق على الكراسي لكن المقدمة محجوزة ، حضرنا خلف الكواليس ، للتشقير الاخير على ادوار الممثلين و كان الجميع حاضرين ، وكانت الافكار والاخراج لشيخ صبري ورشاد المسلماني ، عنوان المسرحية ، ضبحان كمر طفران ، والفرقة خليط من دار المعلمين والثانوية ،
والممثلين هم / عطيل ، سالم بكر ، عبد المنعم ، فيصل باقري ، باقري منصور ، على مرشد ، مبارك على مبارك ، وعبدناصر جابر ، عبدالقادر الناخبي بدور العجوز المشعوذة ، واعتذر أن كنت نسيت شخص آخر لم اذكره وحضرت ايضا فرقة الثقافة للتمثيل م /٣ ، ابلت فيها امينه الصوري بلاءا حسنا شدت الجماهير وقدمت عرض رائع بجراة وبدون خجل رغم أنه يبدو عليها الهدوء والحياء أثناء الدراسة اليومية وبرفقتها قائد الفرقة الأستاذ القميشي البارع بتفاعله مع الدور وشد الجماهير ببراعة .
وحضر الفنان باحشوان وقدم بوكية من اروع لاغاني ، منها اغنية العامري تكبر علينا وشاركت ايضا فرقة من المدرسة الثانوية قدمت فقرة غنائية بالحفل بقيادة عازف العود محمد سالم عبود ومقدم الفقرة اخيه نبيل عبود استكمل توافد الحضور وابرزهم رجل ابين الاول ، سكرتير اول لتنظيم السياسي الموحد الجبهه القوميه جاعم صالح -محمد جمّال اليافعي ( الحوطة العرقة ) ومعه كوكبة من كوادر المحافظة ، ثم الحرائر المصونات ذوات الحشمة والاناقة بنات فخامة الرئيس ربيع ، امتلأت الكراسي والساحة بالحضور بجو فرائحي .
بدأ الحفل الفني الساهر بكلام معسول ومقدمة رائعة تليق بالموقف ، لعندليب ابين قائد المسيرة الاعلاميه لاذاعة الشعب المحليه العبسي احمد فضل ثم توالت الفقرات .
وتفاعل الحاضرين والحاضرات باصواتهم وزغاريد النساء والرقص المشترك والموسيقى والأصوات الغنائية الرائعة جعلت منها ليلة نادرة في يوم مميز احتضنها ثانوية زنجبار .
اديت دوري ثم انصرفت سريعا من المسرح على عجل لانضم الى المتفرجين والمزاحمة بين جسم لطيف وآخر خشن . كعادة احتفالات ابين حتى نهاية فقرات الحفل وانصرف الجميع وتركوا لي الكراسي فارغة اتمسح بها فقد شغلني من كان جالس عليها لعلي أطفئ شوقي ولهفتي .
نظرت الى الكراسي المبعثرة كالاطلال قلت حينها صدق قيس بن ملوح ( مجنون ليلى العامريه ) ، حين قال:
/ امر على الديار ديار ليلى / اقبل ذا الجدار وذاالجدارا /
وما حب الكراسي شقفن قلبي /ولكن حب من جلس عليها .
، نظرت الى خلف موقع الحفل وكان الفنان باحشوان منتظر سيارة تنقله الى عدن تأخرت عليه ، طلبنا منه يغني ورضخ لطلبنا ، وغني مردد ، راح مني حبيبي القاء بديله فين
/ شمس الضحيه غابت * وانا ادور على الي غاب من يومين * كل الاماني خابت
ولا تبقى لي امل ياعين * .
لقد صنعنا يوما مميزا ولا بالاحلام ، زاخر بالفعاليات المتنوعة ، بخامة محلية من المدرسة التي كانت منارة علم وعمل ودفاع عن الوطن ، جعل الله بها نخبه نادرة لن تتكرر وزمن جميل ، تخرج منها القادة بكل مجال كيف لا وبها نظام صارم يمنع خروج طلاب القسم إلى السوق ماعدا الاثنين والخميس وفي السوق رقابة اُخرى منع جاعم صالح تجوال الطلبه بعد الساعة التاسعة ومنع بيع السجائر للطلبه والمشربات الروحيه ، والمخالف يرسله تجنيد على سقطرى.
لقد اجتهدت بهذة المقطوعة وفيها كثير من النقص نرجوا المعذرة من التقصير باسماء الافراد او الاحداث ، لحيث والحدث كبير .
أنتهى


