كتب: محفوظ كرامة
قرأت مقالاً للأستاذ جهاد حفيظ، مدير مكتب إعلام لودر، حول الأستاذ والزميل المبدع المخرج المسرحي علي سالم سبيت، ابن أبين والشخصية الفنية والثقافية التي لعبت دورًا كبيرًا في إرساء دعائم العمل المسرحي في محافظة أبين وعلى مستوى اليمن، بل تجاوز تأثيره الحدود المحلية إلى الساحة العربية.
علي سالم سبيت، الذي تولى إدارة المسرح الوطني، يعد رمزًا للإبداع المسرحي اليمني وأحد أبرز من ساهموا في تعزيز الحراك الثقافي والمسرحي في البلاد. ترك بصمته في تطوير الإنتاج المسرحي ومهّد الطريق للعديد من الممثلين الشباب للظهور على خشبة المسرح. ومع ذلك، فإنه يعاني اليوم من التهميش والإهمال ، وفق ما أشار إليه الأستاذ جهاد حفيظ في مقاله. فقد غاب تمامًا خلال العامين الماضيين عن المشهد الفني وعن الدراما والمسلسلات الرمضانية، التي كان نجمها المتألق دائمًا.
إن هذا التهميش لا يقتصر فقط على المجال الفني، بل يمتد أيضًا إلى الجوانب الإدارية، حيث أن سبيت لم يتلقَّ راتبه الشهري لعدة أشهر، وهو أمر لا يُمكن السكوت عنه في أي مؤسسة حكومية. *غياب العدالة في صرف مستحقاته يمثل جريمة إدارية وإنسانية بحق أحد رموز المسرح الوطني* .
ما يثير القلق أكثر هو غياب دور المؤسسات الثقافية والنقابات الفنية في الوقوف إلى جانبه. المؤسسات التي من المفترض أن تحمي حقوق الفنانين وتدافع عنهم تبدو وكأنها تتنصل من مسؤوليتها تجاه مبدع قدم الكثير لفنه ومجتمعه.
إن الحديث عن علي سالم سبيت هو حديث عن كل فنان ومبدع يعاني في صمت دون أن يُلتفت إليه. على المؤسسات الثقافية ووزارة الثقافة أن تعيد النظر في نهجها تجاه المبدعين مثل سبيت، الذين يحتاجون إلى دعم حقيقي لتمكينهم من مواصلة عطائهم الفني، فهم ركيزة أساسية للهوية الثقافية لأي مجتمع.
ختامًا، لابد من تسليط الضوء على معاناة المبدعين ودفع الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها لإعادة الاعتبار لرموزنا الثقافية مثل علي سالم سبيت، فالإبداع هو إرث يجب دعمه وليس التضييق عليه