آخر تحديث :الأحد-04 مايو 2025-10:43م
وثائقيات


الأستاذ الراحل سعيد علي حسين ثابت العمري شخصية تربوية خلدها التاريخ

الأستاذ الراحل سعيد علي حسين ثابت العمري شخصية تربوية خلدها التاريخ
الجمعة - 06 ديسمبر 2024 - 09:34 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/ وثائقيات

�شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع محافظة أبين�


بقلم/ الأستاذ طاهر حنش أحمد

مراجعة ونشر/ فهد حنش أبو ماجد


الأستاذ سعيد علي حسين ثابت العمري من مواليد عام 1927م قرية الشنابك سرار أبين.

تعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم بالمعلامة (الكتاب) على يد المرحوم الحاج ناصر محمد بن عبدالباقي بقود الجبل، وكان من اذكى الدارسين.

توفي والده وهو في الخامسة عشر من العمر وعاش يتيماً، واشتغل في بداية حياته بالزراعة.

تزوج عام 1951م ونتيجة للحالة المعيشية الصعبة سافر إلى عدن للالتحاق بالجيش البريطاني، واستطاع خلال وجوده في عدن أن يطور من معارفه العلمية المتواضعة في ذلك الزمن الذي كان لا يوجد فيه من يجيد القراءة والكتابة إلا ما ندر.

عاد إلى منطقته نهاية الخمسينات، وفكر بإنشاء معلامة في منطقة امراءه أسفل ثمُن بالقرب من بيت محضار صالح للأعوام 1959و1961م، والتحق فيها عدد من الدارسين، وفي منتصف عام 1963م كلفه الشيخ زيد بن علي حيدرة العطوي بفتح ثاني معلامة فوق رهوة المقيصرة التحق في هذه المعلامة عدد من الدارسين من مناطق العلاه، والشنابك، ومذابة في الوقت الذي كان فيه المقاول المرحوم محسن أحمد السنيدي يقوم ببناء مدرسة المقيصرة والوحدة الصحية وبعد أن تم الانتهاء من بناء أثنين براقات بالمدرسة تم اعتماد تلك المدرسة مدرسة حكومية وانتقل إليها طلاب المعلامة مباشرة، وبدأ الأستاذ سعيد علي يستخدم الطبشور والسبورة في تعليم الطلاب الحساب والعلوم والعربي، وفقاً ومناهج مدارس السلطنة وإدارة المعارف بعد ان كان يعلمهم القراءة والكتابة بالمصحف رغم تشكيك الأهالي بأن هذه المدرسة تابعة للاستعمار البريطاني، ويمكن يكون فيها كفر بتعليم مواد الحساب، والعلوم خارج كتاب الله.

كان المرحوم يستلم راتب شهري وقدره 150 شلن من الشيخ زيد بن علي قائم سرار �حاكم سرار�، وتعين من بعده في المدرسة كل من الأستاذ محمد سعيد والأستاذ باقري أحمد عابر، وكانت وظيفة المرحوم في المدرسة معلماً ومديراً، وتم تعيين الأستاذ معبد ثابت محمد بعدهم.

وفي العام الدراسي 1968/1967م أي بعد الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م تم إعادة الطلاب الذي سبق وأن أكملوا الصف الثالث ابتدائي بالمدرسة للدراسة من جديد في نفس الصف الذي أكملوه من سابق أسوةً بمدارس عدن وأبين التي توقفت فيها الدراسة قبل الاستقلال بحجة الاضرابات والمظاهرات التي كانت تطالب بإسقاط السلطنات.

بدأ المرحوم الأستاذ القدير والمعلم الجليل سعيد علي حسين بتعليم الطلاب التمارين الرياضية والعسكرية بوقت مبكر في المدرسة، وكان موسوعة ثقافية وملم بالمعلومات، وكان فكره ثورياً، وعلى اطلاع دائم بالقضايا القومية والعربية بحسب توجه الناس جميعاً بعد ثورة مصر التي حفزت وحمست الأمة في كل مكان وكان متابع لخطابات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ويحفظ أجزاء منها، وكان يعكس كل معارفه على طلابه، وكان يعلم الطلاب الأناشيد وينقلها لهم من إذاعة صوت العرب ومنها انشودة:

الله أكبر يا بلادي كبري

الله أكبر فوق كيد المعتدي

وكان الأستاذ سعيد يقول الشعر والأناشيد ويلحنها، ومن هذه الأناشيد نورد مقاطع من بعضها مثل:

بنت الجنوب

بنت الجنوب يا ثائرة

فكي القيود اتحرري


وأنشودة مسورة

نحن الأسود الكاسرة

دسنا الأيادي الغادرة

دسنا العدى دسنا الردى

والموت داخل مسورة

يا مسورة نحنا هنا

شعباً له بأساً شديد

فلتشهدي لرجالنا

من عاش منهم أو شهيد.


وأنشودة أخرى اسمها الذئاب الحمر

الذئاب الحمر في كل الجبال

ينشرون الرعب في كل مكان

وكان يطلق على ثوار ردفان الذئاب الحمر.


لقد كان الأستاذ سعيد علي معلماً مثالياً، مخلص ومتفاني في عمله فيه من الذكاء والدهاء .. عنده موهبه للتعليم، ويمتاز بالدعابة وحب المرح، والنكتة والفكاهة، لقد كان يطور معارفه من مراجع وملخصات أبنائه في مراحل الإعدادية والثانوية كان وطني قومي دون تحزب.


عرفته معلماً عام 1967/ 1968م عند التحاقي بالمدرسة في أول عام دراسي، اعتقد أنه المعلم الوحيد الذي كان نادراً ما يستخدم العصاء وإن استخدمها فإنه يعامل بها الطلاب معاملة الأب الحنون وكان لديه اسلوب تربوي راقي.


جمعتنا مهنة التدريس في عام 1976/1975م بحيث استفدنا منه بطرق الإعداد المسبق للدرس وطرق التدريس.

أستمر بنشاطه ومواظبته للعمل دون كلل رغم كبر سنه ففي عام 1982م وحتى 1987م عندما كنت حينها مديراً لمدرسة سرار كان أكثر التزاماً ونشاطاً لا يتغيب عن العمل ولا يختلق الأعذار مثل بعض المعملين الجدد. كان يحترم عمله ويهتم فيه.

عمل في السلك التربوي متنقلاً بالعمل ما بين سرار المقيصرة إلى مدرسة رخمة وإلى مدرسة العمري، فمدرسة عمران مديراً لها، ثم مدرسة الخشناء، واخيراً استقر به المطاف في مدرسة سرار.


يعتبر أستاذنا الجليل من الشخصيات الاجتماعية البارزة في المنطقة يقوم بإصلاح ذات البين.. قنوعاً لا يطمع بحق الغير.

أحيل للتقاعد في إبريل عام 1994م بأجل العمر براتب تقاعدي 6600 ريال

وارتفع إلى 8300 ريال وحالياً 29000 ريال، وقد أتى قانون المعلم لتلاميذ الأمس وليس لمعلمي الأمس.

أصيب بمرض في البنكرياس نهاية عام 2000م وظل يصارع المرض حتى وافته المنية تاريخ 5 يونيو 2001م

لأستاذنا الجليل الرحمة والمغفرة والخلود الأبدي

ونعتذر عن التقصير في حق هذا الهامة التربوية

تحيه للأخ زيد ثابت محسن على تزويدنا ببعض المعلومات.