مثّل الموقف الباكستاني المبكر الداعم لإيران منذ اليوم الأول للهجوم الاسرائيلي عليها ، علامة ملفته للمراقبين وأعتقد أنه ياتي نتيجة للاعتبارات التالية :
1) التعاون العسكري التقني المتقدم بين الهند وإسرائيل دفع باكستان لأخذ موقف واضح ضد اسرائيل من قبل باعتبارها حليف عسكري نوعي للعدو الباكستاني اللدود ( الهند).
الان مع نشوب هذه الحرب فأن باكستان تعتقد أن سيناريو الهزيمة الساحقة وإمكانية استبدال النظام الإيراني بنظام جديد موالي لإسرائيل سوف يضاعف الخطر الجيوسياسي على باكستان من الجهتين الجنوبية والشمالية من الحدود الهندية والحدود الإيرانية.
2) هذا هو السبب الذاتي للموقف الباكستاني من هذه الحرب،
بالاضافة لسبب موضوعي مهم يتعلق في الصراع الدولي القائم بين مشروعين كبيرين لسلاسل الإمداد العالمية الأول تتبناه الصين (طريق الحرير) وباكستان شريك كبير فيه إذ تم استثمار حوالي 63 مليار دولار في الطريق البري بين الصين وباكستان بالاضافة لميناء جوادار الباكستاني ، وايران كذلك شريك في هذا المشروع بمستوى اقل ،
والمشروع الثاني يراد له ان تكون الهند قاطرته الأساسية مرورا بالجزيرة العربية وصولا لإسرائيل كمحطة مهمة فيه في شرق المتوسط باتجاه اوروبا.
3) هذان المشروعات الكبيران لهما نصيبا كبيرا كأحد المحركات الأساسية للحروب القائمة بالمنطقة منذ هجوم اكتوبر 2023 في غزة. وذلك لغرض التعطيل على المشروع المنافس والتمهيد للمشروع الاخر ولايمكن فهم التحالفات الدولية القائمة اليوم مع هذا الطرف او ذاك بعيدا عن تقاطع المصالح مع هذا المشروع الاقتصادي الكبير أو ذاك.
