زنجبار – محفوظ كرامة
ت: أحمد بن طالب
رغم حملات التضليل الإعلامي الممنهجة التي تسعى إلى بث الإحباط في نفوس أبناء الجنوب، يواصل الحراك الشعبي الجنوبي زخمه في ساحات الاعتصام المنتشرة في عموم محافظات الجنوب، مجسّدًا إصرار الشعب الجنوبي على استعادة دولته المستقلة بعاصمتها الأبدية عدن.
ففي صباح اليوم الأربعاء، شهدت مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، توافدًا جماهيريًا واسعًا من مختلف الأحياء والمناطق، حيث احتشد المواطنون أفرادًا وجماعات في ساحة الاعتصام، تأكيدًا على التزامهم الثابت بقضيتهم الوطنية، واستماعًا إلى كلمات قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي التي جسّدت نبض الشارع الجنوبي وتطلعاته.
وشهدت الفعالية حضورًا لافتًا لعدد من القيادات السياسية والاجتماعية، يتقدمهم الأستاذ علي شيخ السوري، نائب رئيس الهيئة التنفيذية المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والأستاذ خالد العبد، رئيس كتلة أبين في الجمعية الوطنية، والأستاذ خالد الفياضي، نائب رئيس لجنة الخدمات، إلى جانب عدد من مسؤولي المجلس الانتقالي والسلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية.
وفي كلمته، حيّا مدير الإدارة التنظيمية للمجلس الانتقالي في أبين صمود الجماهير ومشاركتهم اليومية في الاعتصام، معتبرًا ذلك تجسيدًا حقيقيًا للثبات الشعبي خلف القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، ودعمًا مطلقًا للقوات المسلحة الجنوبية المرابطة في ميادين الشرف والبطولة دفاعًا عن الأرض والعِرض.
كما أدان بشدة ما وصفه بـ«العدوان السعودي السافر» على ميناء المكلا، معتبرًا إياه انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية، مؤكدًا أن القوات المسلحة الجنوبية باقية في مواقعها ولن تتزحزح عن أرضها، مشددًا على أن أي قرارات أحادية من مجلس القيادة الرئاسي، في ظل غياب عدد من أعضائه، لا تمثل إرادة الجنوب ولا تعني أبناءه في شيء، وأشاد بدور دولة الإمارات العربية المتحدة ووقوفها إلى جانب الشعب الجنوبي.
من جانبه، ألقى المهندس مختار الشدادي، مدير عام مديرية زنجبار، كلمة السلطة المحلية، أشاد فيها بالزخم الشعبي المستمر في ساحة الاعتصام، معتبرًا أن هذا الحضور اليومي رسالة واضحة للأشقاء في دول الخليج والمجتمع الدولي بأن شعب الجنوب ماضٍ في طريقه نحو استعادة دولته، التي تمثل عمقًا استراتيجيًا وأمنيًا للمنطقة.
وأكد الأستاذ خالد العبد، رئيس كتلة أبين في الجمعية الوطنية، أن الجنوب يعيش مرحلة سياسية مفصلية، مشيرًا إلى أن صوت الشعب الجنوبي ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لنضال طويل امتد لأكثر من ثلاثة عقود، داعيًا القيادة السياسية إلى مواصلة تحركاتها في المحافل الدولية لإيصال صوت الجنوب ومطالبه العادلة.
وفي كلمة مؤثرة، تحدثت الدكتورة شهناز الخضر اليزيدي، مديرة إدارة تنمية المرأة والطفل، عن دور المرأة الجنوبية في معركة الصمود، مشيدة بثبات نساء أبين رغم التهميش والمعاناة، ومؤكدة أن الجنوب، برجاله ونسائه، يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة في معركة استعادة الدولة.
واختُتمت الفعالية بهتافات جماهيرية حماسية تؤكد أن «دولتنا قادمة لا ريب في ذلك»، في مشهد يعكس عمق الإيمان الشعبي بعدالة القضية الجنوبية، ويبعث برسالة قوية إلى الداخل والخارج بأن الجنوب لن يتراجع عن حقه المشروع في تقرير مصيره واستعادة دولته المستقلة.
