كتبت/ منى قائد
يوم أمس، الموافق 30 ديسمبر 2025م، وتحديدًا عند الساعة الخامسة والنصف مساءً، تلقيتُ الخبر الذي غيّر ملامح الزمن في داخلي؛ خبر وفاة أشجان المقطري، الصديقة التي لم تكن يومًا مجرد صديقة، بل أختًا اختارها القلب وروحًا سكنت روحي، وحضورًا إنسانيًا ترك أثره العميق في تفاصيل الحياة.
رحلت أشجان بهدوءٍ يشبه النبل الذي عاشت به، دون ضجيج، على عكس ما كانت عليه في حياتها، حيث كانت تنبض نشاطًا وحيوية، وتملأ المكان فرحًا بضحكتها وروحها الجميلة.
رحلت دون وداع، وتركت خلفها وجعًا ثقيلًا، وأنينًا لا يسمعه سواي، واشتياقًا لا أعرف إن كنت سأقدر يومًا على تجاوزه.
برحيلها فقدت من شاركتني الفرح والحزن، من كانت حنونة، طيبة، قريبة من القلب حدّ الاطمئنان. فقدت اللمسة التي كانت تشعرني بالدفء، والكلمة التي كانت تجعل الحياة أخف وطأة.
كانت أشجان تحيطني بدعائها الصادق كل يوم، دعاء نابع من قلب نقي، وحين غابت، تركت في قلبي جراحًا لا يبدو أنها ستندمل. لم تكوني يومًا صديقة عابرة، بل كنتِ روحي الثانية في جسدٍ آخر، وكلما حاولت الكتابة عنكِ، عجزت الكلمات عن الإحاطة بمكانتك أو اختزال حضورك.
اليوم نستقبل عامًا جديدًا، لكنه يأتي خاليًا من حضورك، ناقصًا دونك يا غاليتي.
لروحك الطاهرة ألف سلام، ولذكراك خلود لا يغيبه الزمن.