شهدت مدينة الغيضة، عاصمة محافظة المهرة، مليونية جماهيرية حاشدة للمطالبة بإعلان دولة الجنوب العربي، شارك فيها الآلاف من أبناء المحافظة القادمين من مختلف المديريات، في مشهد عبّر عن موقف شعبي واضح وحاسم تجاه مسار استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
وصدر عن المليونية بيان ختامي، أكد فيه المشاركون أن احتشاد أبناء المهرة يأتي في لحظة تاريخية فارقة، لإيصال رسالة واضحة للعالم مفادها أن صوت المهرة لا يمكن إسكاتُه، وأن موقعها في مشروع استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية ثابت وواضح، باعتبارها جزءاً أصيلاً من المشروع الوطني الجنوبي، وشريكاً فاعلاً في حماية المكتسبات وصناعة مستقبل الأجيال.
وشدد البيان على أن الشرعية الحقيقية تنبع من إرادة الشعب، مؤكداً حق أبناء المهرة في تقرير مصيرهم، واستعادة دولة الجنوب العربي الفيدرالية، وبناء دولة قائمة على العدالة والشراكة وسيادة القانون.
وطالب أبناء المهرة القيادة السياسية، ممثلة برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، بالإبقاء على القوات الحكومية الجنوبية لتأمين المحافظة والانتشار في الشريط الصحراوي والحدودي، إلى حين تشكيل قوات النخبة المهرية، مع رفض تحويل المهرة إلى ممر لتصدير الممنوعات إلى دول الجوار من قبل عناصر خارجة عن القانون.
وأكد البيان أن الدولة الجنوبية المرتقبة ستكون عامل سلام واستقرار إقليمي ودولي، وتسهم في بناء شراكات اقتصادية وأمنية، نظراً للموقع الجغرافي والسياسي الاستراتيجي لدولة الجنوب العربي الفيدرالي، ودورها المحوري في حماية جنوب الجزيرة العربية وتأمين مضيق باب المندب وخطوط التجارة العالمية.
واستنكر المشاركون الغارات والقصف الذي تعرض له ميناء المكلا، باعتباره منشأة مدنية حيوية، مؤكدين لدول التحالف، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، أن استعداء الجنوبيين لن يثنيهم عن مطلبهم المشروع في استعادة دولتهم، وأن تحرير وادي وصحراء حضرموت والمهرة جاء استجابةً لمطالب شعبية، وبعد الإخلال باتفاق الرياض، مشيرين إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2216 حدد بوضوح أن الطرف المستهدف هو جماعة الحوثي.
وأعرب البيان عن تأييده لما ورد في بيان عدد من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الذين أدانوا الإجراءات والقرارات الانفرادية لرئيس المجلس، محمّلين إياه مسؤولية أي تبعات تمس المواطن الجنوبي، ومطالبين المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل العاجل لحماية المدنيين والمنشآت الاقتصادية والحيوية.
كما حيّا البيان صمود الشعب الجنوبي وتضحياته في مسار استعادة الدولة، ودعا القيادة العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، إلى إعلان دولة الجنوب العربي الفيدرالي.
واختتم أبناء المهرة بيانهم بالتأكيد على الانتقال من مرحلة الصبر إلى مرحلة الحسم واتخاذ القرارات المصيرية لاستعادة دولة الجنوب العربي وبناء مؤسساتها، بما يليق بتضحيات الشعب الجنوبي، مترحمين على الشهداء، ومتمنين الشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين.