فررنا تلك الليلة منها إذ كنا نجلس على الطريق العام.على عربة مكينة فركسون مقلوبة أمام الدكان الرئيس في قريتنا ،
بعضنا يتناول القات ،والنشوة لديه في تنام!
وبعضنا يلعب الورق.
كان فينا المعلم الذي لطالما نفى وجود العفاريت ،كنا من أعمار ومستويات علمية وثقافية مختلفة،روعتنا العفريت النازلة من على شجرة مريمر تنتصب في أحد البيوت،احد خديها اسود والآخر أبيض! وتبدي حركات غريبة ،وهي تنهق كحمار وتعوي ككلب وتموء كقطة!
وترتدي ثياباً غريبة !وعلى مبعدة خطوات منا راحت تضرب برجليها الأرض بشدة وهي تصيح:(روحوا بيوتكم ابببببببه هاق هاق,هههو ،مياااااو.أنت يافلان وأنت ياعلان.)
وفررنا مذعورين ،كانت الساعة قد قاربت على منتصف الليل.
حتى المعلم الذي أنكر الجن كان أكثرنا خوفاً ،يرتحف من هول ماراى ومن تهديد الجنية له بأنها ستنتظره بالقرب من بيته!
تكرر ظهور تلك العفريت وتكرر فرارنا منها ،وذات ليلة انتبهت إلى أن أحد الفتية لايفر معنا.
واختفيت أنا بالقرب من المكان.
فلمحت منظرا عجبا.
لمحت الفتى يرافق الجنية إلى الحقل الواقع جهة الغرب من تلك الدكان ،وسمعتها وهي تنكت على الاستاذ ميم قاىلة وهي تضحك (الاستاذ محمد فر سك علينا الجن خرافة عجيز أبا وفريت كلما دخل صفنا ضحكت في وجهه.)
لم تكن تلك العاشقة إلا صبية من بني الأنس في الثالثة عشرة من عمرها وقعت في غرام الشاب شفيق ،فاتخذت حيلة لابعادنا عن طريقهما بأن مثلت دور الجنية بإتقان.لتنفرد بحبيبها
سالم فرتوت