آخر تحديث :السبت-20 ديسمبر 2025-04:49م
أخبار وتقارير


أبين من الجذور إلى التنمية: دعوة لإقامة المعرض الزراعي والتراثي العام

أبين من الجذور إلى التنمية: دعوة لإقامة المعرض الزراعي والتراثي العام
السبت - 20 ديسمبر 2025 - 01:58 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

نصيحة قالها جدي زمان

لو ناديت على عمك عماك

ولو ناديت على خالك خلاك

ولو ناديت على أبوك شقّ البحر وجاك لو كل الناس خذلوك.

(مثل مصري)

بهذه الحكمة الشعبية العميقة، التي تختصر معنى الاعتماد على الجذور والهوية، يمكن قراءة واقع محافظة أبين اليوم، وهي تبحث عن حقها الطبيعي في الظهور كمحافظة إنتاج وعطاء، لا كمحافظة احتياج وانتظار.

وفي الوقت الذي تتجه فيه الدول والمحافظات الواعية إلى تحويل الزراعة والتراث والمنتج المحلي إلى أدوات تنمية واقتصاد وهوية وطنية، ما تزال محافظة أبين — برغم تاريخها الزراعي العريق — بعيدة عن استحقاق بسيط وعادل يتمثل في إقامة معرض عام شامل يليق بمكانتها، ويعيد تقديمها للرأي العام بوصفها محافظة زراعية وسمكية منتِجة وتراثية وسياحية بامتياز.

أبين… تاريخ إنتاج لا يُختصر

أبين ليست محافظة هامشية على خارطة الزراعة، بل هي تاريخ ممتد في الحبوب التي شكّلت ركيزة من ركائز الأمن الغذائي،

والمحاصيل الزيتية،

ومحاصيل الحبوب،

ومحاصيل الخضار،

ومحاصيل الفاكهة،

والعسل الأبيني المعروف بجودته،

والقطن الذي ارتبط باسم أبين لعقود،

والبن اليافعي الأبيني المزروع في سباح ورصد وسرار، مع احتمالية زراعته في بعض مناطق لودر،

والثروة السمكية على امتداد الساحل،

والثروة الحيوانية والنحلية الكبيرة،

إضافة إلى الحِرف التقليدية التي تحفظ هوية المجتمع وروحه.

ومع ذلك، ظل هذا الإرث حبيس الحقول والورش، بلا منصة رسمية جامعة تُعرّف به، وتدعمه، وتحوّله إلى قيمة اقتصادية ومعنوية مستدامة.

لماذا المعارض الزراعية والتراثية؟

إن إقامة معرض عام زراعي وتراثي ليست فعالية شكلية، بل أداة تنموية متعددة الأهداف، من أبرزها:

تمكين المزارعين والصيادين والحرفيين من تسويق منتجاتهم مباشرة،

ربط المنتج المحلي بالمستهلك والمستثمر،

تعزيز الثقة بالمنتج الوطني،

حفظ التراث وتحويله إلى قيمة اقتصادية،

تحريك الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل،

تقديم صورة حقيقية عن أبين كمساحة إنتاج وتنوّع.

رسالتي إلى الجهات المختصة

وعليه، فإننا نوجّه هذه الرسالة الصريحة إلى قيادة وزارة الزراعة والري والثروة السمكية،

وإلى قيادة محافظة أبين،

وإلى عموم السلطة المحلية بالمحافظة،

مؤكدين أن دعم وتبنّي وتنظيم معرض في أبين ضرورة ملحّة ومهمة، خصوصًا في ظل ما تمتلكه أبين من تنوّع إنتاجي نادر على مستوى الوطن.

المطلوب اليوم ليس مناسبة بروتوكولية، بل إقامة معرض شامل في أبين يضم كل المنتجات الزراعية والتراثية والسمكية والحِرفية،

ويشمل إنتاج المديريات الإحدى عشرة كاملة دون إقصاء،

ويعرض الحبوب والعسل والقطن والبن والمنتجات السمكية،

ويفتح المجال للحِرف والأعمال التراثية،

ويُدار برؤية اقتصادية وتنموية واضحة.

ساحة الشهداء… المكان والرمز

إن ساحة الشهداء ليست مجرد موقع مقترح، بل فضاء رمزي وحضاري يجب أن يُستثمر ليعكس صورة أبين الحقيقية، ويمنح المعرض بُعدًا وطنيًا جامعًا، ورسالة واضحة بأن هذه المحافظة قادرة على تنظيم نفسها وعرض منجزها بثقة.

أبين بين التغييب والفرصة

إن تجاهل هذا الاستحقاق يعني استمرار تغييب أبين عن المشهد التنموي، وحرمان مزارعيها وصياديها وحِرفييها من حقهم الطبيعي في التسويق والتمكين والاعتراف.

أما تبنّي هذا المشروع، فهو رسالة ثقة وخطوة عملية لإعادة الاعتبار، وبوابة حقيقية لتحريك الاقتصاد المحلي وبناء الشراكات والاستثمارات.

أخيرًا…

نحن لا نطالب بامتياز، بل بحق.

ولا نطرح فكرة، بل مشروعًا جاهزًا للتنفيذ متى ما توفرت الإرادة.

أبين تستحق أن تُرى وتظهر بحلّتها الجديدة، وتاريخها الزراعي والحضاري والثقافي يستحق منصة تليق به،

ومعرض أبين العام يجب أن يكون عنوان المرحلة القادمة، لا وعدًا مؤجّلًا.

نتمنى أن يكون عام 2026

عام النشاط… عام المعارض الزراعية في كل محافظات الوطن.

عبدالقادر السميطي

دلتا أبين

20 / 12 / 2025