آخر تحديث :السبت-20 ديسمبر 2025-02:03ص
أخبار وتقارير


د. صدام عبدالله: صوت الجنوب العربي يتردد من المهرة إلى نيويورك

د. صدام عبدالله: صوت الجنوب العربي يتردد من المهرة إلى نيويورك
الجمعة - 19 ديسمبر 2025 - 09:44 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب | د. صدام عبدالله


تتجه أنظار العالم اليوم نحو الحراك الشعبي والسياسي المتصاعد لشعب الجنوب العربي، الذي يسطر بمدادٍ من العزيمة فصلًا جديدًا في نضاله المشروع لاستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة. ومع خروج الحشود البشرية في الداخل والخارج، تبرز قضية شعب الجنوب كحق لا يقبل التأويل، واستحقاق تاريخي وقانوني تفرضه إرادة شعبية صلبة.


إن ما يشهده العالم اليوم من زخم جماهيري ليس مجرد تظاهرات عابرة، بل هو استفتاء شعبي متجدد يطالب المجتمعين العربي والدولي بوقفة جادة لدعم حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم وبناء دولتهم المنشودة.


يشهد الداخل الجنوبي اليوم حراكًا استثنائيًا يتجسد في التظاهرة الكبرى بمحافظة المهرة، حيث زحفت الحشود من المسيلة إلى العاصمة الغيضة في مشهد مهيب يؤكد وحدة الصف الجنوبي من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا. ويتناغم هذا الحراك الداخلي بشكل وثيق مع ملحمة الحرية التي يصنعها أبناء الجنوب في الخارج؛ فمن أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وصولًا إلى ساحات لندن وبرلين وأمستردام، يرفع المتظاهرون صوت الحق الجنوبي عاليًا.


وتبعث هذه الجموع، التي تلتقي في توقيت واحد، برسالة واضحة مفادها أن الجغرافيا لم تزد شعب الجنوب إلا تمسكًا بهويته، وأن الإجماع على استعادة الدولة هو القاسم المشترك الذي يجمع كل أبناء الجنوب في شتى بقاع الأرض.


إن دعوة المجتمعين الدولي والإقليمي لتأييد حق شعب الجنوب في استعادة دولته ليست مجرد مطلب عاطفي، بل ضرورة استراتيجية لضمان أمن واستقرار المنطقة. فدولة الجنوب العربي، استنادًا إلى قضيتها العادلة وإرادة شعبها، تمثل ركيزة أساسية في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات المائية الدولية وحفظ التوازن الإقليمي. وإن الاعتراف الدولي بهذا الحق هو المسار الآمن لإنهاء الصراعات وتأسيس مرحلة جديدة من السلام المستدام، حيث أثبت شعب الجنوب أنه الشريك الفاعل والأكثر قدرة على حماية مكتسباته وبناء مؤسسات دولة مدنية حديثة تحترم المواثيق الدولية وتُسهم في رقي المنطقة.


وفي الختام، يظل صوت الأحرار في ميادين نيويورك وعواصم أوروبا، وفي ساحات المهرة وكل محافظات الجنوب، هو البوصلة الحقيقية التي تشير نحو مستقبل الحرية والكرامة. لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يُصغي لهذا الصوت الصادق، وأن يترجم هذا التأييد الشعبي الواسع إلى اعتراف سياسي صريح بحق شعب الجنوب العربي في دولته المستقلة، وفاءً للتضحيات الجسيمة واستجابةً لمنطق العدالة والتاريخ.