م . عبدالقادر خضر السميطي
في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، ومع التدهور الكبير في مستوى الأداء في كثير من مرافق الدولة والإنتاج، بات السؤال الملحّ: كيف نعيد الحياة إلى مؤسساتنا؟ وكيف نعيد الشباب إلى مواقع العمل والإنتاج؟ وكيف نحمي الشباب من الضياع والانحراف ؟
الإجابة ليست مستحيلة، بل واضحة إذا ما توفرت الإرادة والنية الصادقه إعادة العمل بنظام الخدمة الوطنية والتوظيف الوطني المنظم.
*فراغ هائل في مرافق العمل من يملؤه* ....؟
شهدت السنوات الأخيرة خروج آلاف الموظفين من مواقع العمل، إمّا بسبب بلوغ سن التقاعد أو لظروف الحرب والنزوح وتوقّف التوظيف الرسمي. هذا الفراغ الواسع جعل كثيرًا من الإدارات والمصالح العامة تعمل بطاقة أقل من 20% من احتياجها الفعلي، ما أدى إلى....تعطّل خدمات أساسية وضعف مستوى الإنجاز.
وتراجع الإنتاج في المرافق الزراعية والصناعية والخدمية.وتوسّع رقعة البطالة بين الخريجين.
ولأن إعادة التوظيف الرسمي الكامل يتطلب ميزانيات ضخمة وظروفًا مستقرة، فإن الحل الذكي والعملي هو إعادة نظام الخدمة الوطنية.
*الخدمة الوطنية* *فرصة للشباب وحل للمؤسسات*
يقوم المقترح على فتح باب التوظيف بنظام الخدمة الوطنية لمدة سنة أو سنتين، براتب لا يقل عن نصف الراتب الأساسي للموظف الرسمي بحيث يتم استيعاب...
خريجي الجامعات.
خريجي الثانويه والمعاهد المهنية والتقنية.
الشباب الباحثين عن فرصة دخول سوق العمل.
*هذا النظام سيساهم في* ..
1. خفض البطالة بشكل مباشر.
2. إعادة تشغيل المرافق الخدمية والإنتاجية التي تعاني نقص الكادر.
3. إكساب الشباب خبرة عملية يحتاجونها قبل الدخول في الوظائف الدائمة.
4. إعادة الانضباط الأخلاقي والعملي إلى كثير من قطاعات العمل.
5. خلق روح الانتماء الوطني عبر خدمة المجتمع.
*لماذا هو الحل* *الأقرب للواقع* ؟
لأن الخدمة الوطنية ليست عبئًا ماليًا كبيرًا على الدولة، فهي تعتمد على مكافآت محدودة، وفي الوقت نفسه تُعيد ضخ الدماء الجديدة في المؤسسات.
كما أنها لا تلغي التوظيف الرسمي مستقبلاً، بل تشكل جسرًا عبورًا إليه وتمنح الدولة فرصة لتقييم الكوادر الشابة قبل تثبيتهم.
التجنيد الإجباري… استعادة الانضباط وبناء القوة البشرية
ولم تكتمل معادلة الإصلاح الحقيقي إلا بإعادة النظر في نظام التجنيد الإجباري كما كان سابقًا. التجارب العالمية تؤكد أن التجنيد....
يُعيد للشباب الانضباط والاعتماد على النفس.
يغرس قيم الالتزام والجدية.
يصنع جيلًا قادرًا على حماية الوطن وخدمته.
يحد من انتشار المخاطر الاجتماعية الناتجة عن الفراغ والبطالة.
*رسالة إلى صُنّاع القرار*
خذوا هذا الكلام على محمل الجد
إذا أردنا أن تعود الحياة إلى طبيعتها وأن تستعيد مؤسساتنا دورها الطبيعي، وأن نعيد الثقة للشباب، فإن إعادة نظام الخدمة الوطنية هو الطريق الأقرب والأكثر واقعية.
فمعظم المرافق اليوم بحاجة إلى موظفين… بحاجة إلى دماء جديدة… بحاجة إلى شباب قادر على النهوض بها.وانا من وجهة نظري المتواضعة اقول ان هذا النظام يعتبر مشروع وطني استراتيجي قادر على إنعاش سوق العمل، وتحسين مستوى الخدمات، وتجفيف منابع البطالة قبل أن تتحول إلى أزمة اجتماعية طويلة المدى.
عبدالقادر السميطي
دلتا أبين