أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق الباحثين أولف بونتغن من جامعة كامبريدج البريطانية ومارتن باوخ من جامعة لايبزيغ الألمانية، ونُشرت في مجلة "كوميونيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت"، أن ثوران البراكين خلال العصور الوسطى كان السبب وراء تفشّي الطاعون الأسود في أوروبا.
وأوضحت الدراسة أن الجائحة التي أودت بحياة نسبة كبيرة من البشر في القرن الرابع عشر، والتي عُرفت أيضًا بـ"الموت الأسود" أو "الطاعون العظيم"، نشأت على الأرجح قرابة عام 1338 عند سفوح جبال تيان شان القاحلة بالقرب من بحيرة إيسيك كول في قيرغيزستان الحالية.
وأضافت الدراسة أن سلالة مختلفة جينيًا من البكتيريا انتقلت لاحقًا إلى شواطئ البحر الأسود عبر طرق التجارة القديمة. وكانت البراغيث حاملةً لبكتيريا "يرسينيا بيسيس" في أمعائها، وتنقلها إلى الفئران والقوارض، لتبدأ لاحقًا بلَسع البشر عندما لم يعد عدد الفئران كافيًا.
وبينت الدراسة أن البراغيث المصابة وصلت إلى الموانئ الأوروبية على متن سفن محملة بالحبوب، حاملة معها الطاعون والموت، لتنتشر الجائحة في القارة بدءًا من عام 1347، وتودي بحياة ما بين 30 و60% من سكان أوروبا، أي نحو 25 مليون شخص، خلال ست سنوات فقط.