آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-12:06ص
أخبار وتقارير


باحث سياسي: "إخوان اليمن" ينتقلون من خطاب العداء إلى الارتماء في حضن اللجنة الخاصة السعودية

باحث سياسي: "إخوان اليمن" ينتقلون من خطاب العداء إلى الارتماء في حضن اللجنة الخاصة السعودية
السبت - 06 ديسمبر 2025 - 09:08 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

ليان صالح

قال الباحث السياسي صالح أبو عوذل إن جماعة الإخوان في اليمن انقلبت اليوم على خطاب العداء للمملكة العربية السعودية، وارتمت في حضن اللجنة الخاصة على أمل إعادة سيطرتها على منابع النفط في حضرموت والمهرة وشبوة، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية في وادي وصحراء حضرموت والمهرة انتهت بخروج كامل القوات التابعة للإخوان التي ظلت تتمركز قرب منابع النفط لأكثر من ثلاثة عقود.


وأضاف أن هذه العملية العسكرية دفعت السعودية إلى إرسال رئيس اللجنة الخاصة محمد عبيد القحطاني إلى المكلا للقاء قيادات أعلنت التمرد على السلطات المحلية هناك، وأن القحطاني دعا إلى خروج القوات الجنوبية، وهو ما أثار موجة من الغضب قابلها الإخوان بالترحيب، بل واعتبروه فرصة لإنقاذ التنظيم وإعادته إلى آخر معاقله في الجنوب.


وأشار أبو عوذل، وهو رئيس مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، إلى أن ناشطي الإخوان وصفوا القحطاني بأنه استطاع هزيمة الجنوبيين والقضاء على مشروع الانفصال، في تناقض واضح مع خطابهم السابق الذي هاجم اللجنة الخاصة واعتبرها أداة سعودية لاختراق السيادة اليمنية.


وأضاف أن من الغريب أن تصبح اللجنة الخاصة، التي كان الإخوان يشيطنونها، هي ذاتها — من وجهة نظرهم — المعنية اليوم بإعادة ما يسمونه السيادة اليمنية على وادي وصحراء حضرموت والمهرة، معتبرًا ذلك مفارقة سياسية تستحق التأمل.


واستعاد أبو عوذل سياق العام 2011 حين اندلعت الانتفاضة اليمنية التي وقف ضدها، مبينًا أن الجنوبيين أدركوا مبكرًا أنها ليست سوى مشروع إخواني يهدف إلى طمس قضية الجنوب الوطنية، ومشيرًا إلى أن قادة الجنوب حينها — مثل أمين صالح وعبدالحميد شكري — تنبهوا لخطورة تلك الانتفاضة على مستقبل الجنوب.


وأفاد بأن الحراك الجنوبي دخل في مواجهات مع عناصر الإخوان في عدن، وأن الجنوبيين ما زالوا يتذكرون ما وصفه بـ"الانتهاكات الفظيعة" التي ارتكبتها الجماعة بعد تسلمها للسلطة ومنحها الحصانة للرئيس السابق علي عبدالله صالح.


وقال أبو عوذل إن ثورة 11 فبراير رفعت شعار استقلال اليمن عن السعودية، لكنها استخدمته — بحسب قوله — كأداة ابتزاز للمملكة عبر اللجنة الخاصة، مستدلًا بظهور القيادية الإخوانية توكل كرمان وهي تعلن من ساحة الجامعة بصنعاء: "تسقط كل دول الخليج عدا قطر".


وأضاف أن الإخوان روجوا لإنهاء نفوذ اللجنة الخاصة باعتبارها جهازًا مخابراتيًا اخترق السيادة اليمنية، وأن الملايين من اليمنيين انخدعوا بشعارات الاستقلال، غير أن تلك الآمال تحطمت سريعًا، ولم يحدد أحد حتى اليوم الجهة التي تقف خلف "مجزرة جمعة الكرامة".


ولفت إلى أن مشروع الاستقلال المزعوم انهار عندما دخلت إيران على خط الأزمة اليمنية، وأخذت أذرعها تنتقل من جبال صعدة إلى ساحات التظاهر في صنعاء، فيما ظل الإخوان — وفق وصفه — يصادرون الخطاب الثوري ويتاجرون به سياسيًا.


وأضاف أن اليمن لم يستقل، بل وقعت أغلب مناطقه تحت سيطرة إيران باستثناء أجزاء من مأرب وتعز، وهو ما عبّر عنه أخيرًا محافظ مأرب سلطان العرادة بقوله: "هدفنا تحرير اليمن من الميليشيات الحوثية الموالية لإيران".


وتساءل أبو عوذل عن سبب احتفاء الإخوان بتحركات رئيس اللجنة الخاصة في حضرموت بعد أن كانوا يعتبرونه تهديدًا للسيادة اليمنية، ولماذا أصبح بالنسبة لهم المنقذ الوحيد في وادي وصحراء حضرموت، ولماذا اختفى الحديث عن استقلال اليمن.


كما تساءل عن سر التنازلات المتتالية التي يقدمها الإخوان للحوثيين، واصفًا مواقفهم بأنها متذبذبة، وأنهم باتوا مدافعين عن المشروع الحوثي في المحافل الدولية، مقابل استعداء الجنوب الذي كان — بحسب قوله — حليفًا صادقًا ودفع فاتورة كبيرة في الحرب.


وأكد أن هذه الأسئلة يطرحها كصحفي مستقل عاش تفاصيل الأزمة منذ حروب صعدة، متسائلًا عن أسباب عدم ردع إيران ومنع تمددها جنوبًا، ولماذا لم تُقطع خطوط التهريب في المهرة في الوقت الذي تُفتح فيه معارك سياسية وإعلامية ضد الجنوب.


واختتم أبو عوذل بالتساؤل عمّا إذا كان الإخوان المسلمون في اليمن حليفًا غير وفي، أم أن تحالفاتهم مؤقتة وقائمة على الابتزاز السياسي، داعيًا إلى تقييم الأوراق التي يمتلكها التنظيم والتي تجعله — حسب وصفه — يتمتع بقدر من الرضوخ الإقليمي.