أظهرت دراسة جينية حديثة أن القطط المنزلية وصلت إلى أوروبا منذ نحو 2000 عام، في عهد الإمبراطورية الرومانية، قادمة من شمال إفريقيا عبر التجارة البحرية. الدراسة أوضحت أن القطط البرية كانت موجودة في القارة الأوروبية قبل ذلك، وأن الاستئناس المنزلي للقطط لم يحدث في عصور ما قبل التاريخ كما كان يُعتقد سابقًا.
وقد أظهرت نتائج الدراسة، المنشورة في مجلة Science، أن البحارة كانوا يجلبون القطط على متن السفن لمساعدتهم في صيد الفئران أثناء نقل الحبوب من مصر إلى موانئ روما والمدن الأخرى. وعبر تحليل 225 عظمة قططية قديمة، تم إنتاج 70 جينوماً يظهر أن أقدم القطط المستأنسة في أوروبا تعود إلى فترة الإمبراطورية الرومانية، مع اكتشاف موجتين رئيسيتين لدخول القطط من شمال إفريقيا إلى القارة، الأولى قبل نحو 2200 سنة والثانية بعد حوالي قرنين من الزمن.
وأكد الباحثون أن القطط لم تكن مجرد حيوانات أليفة عابرة، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المجتمعات الأوروبية والاقتصادات القديمة، وحتى المعتقدات الدينية. وقالت عالمة الآثار الحيوانية بيا دي كوبير: "القطط ربما سافرت على متن السفن لصيد الفئران، لكنها كانت أيضًا حيوانات ذات قيمة رمزية ودينية". ويشير البحث إلى أن الجيش الروماني لعب دورًا أساسيًا في انتشار القطط المنزلية عبر أوروبا، مع بقاء لغز الاستئناس الأول للقطط دون حل حتى الآن.
