آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-12:05ص
أخبار وتقارير


سدّ حسان… رافدٌ استراتيجيٌّ للأمن المائي والغذائي في بلادنا

سدّ حسان… رافدٌ استراتيجيٌّ للأمن المائي والغذائي في بلادنا
الجمعة - 21 نوفمبر 2025 - 05:49 م بتوقيت عدن
- أبين تايم/خاص

كتب / زياد الشنبكي

يُعدّ سدّ حسان الجاري تنفيذُه في وادي حسان بمديرية خنفر بمحافظة أبين، واحدًا من أهم المشاريع التنموية والحيوية في بلادنا، ورافدًا محوريًا للأمن المائي والغذائي، لما يمثّله من نقلة نوعية في البنية الزراعية والموارد المائية في دلتا أبين.


ويمثّل نجاح هذا المشروع خطوة مهمة لإعادة تشكيل الخارطة الزراعية في أبين، وإحياء دورها الريادي التاريخي في القطاع الزراعي، بما يعيد لها مكانتها السابقة باعتبارها السلة الغذائية للجنوب.


تمويل وتنفيذ المشروع


يُنفَّذ مشروع سدّ حسان بتمويل كريم من دولة الإمارات العربية المتحدة عبر صندوق أبوظبي للتنمية، وتتولى تنفيذه الشركة الكندية الأولى (OM) بالتعاون مع شركة (HS) الاستشارية، فيما تبلغ التكلفة الإجمالية للمرحلتين نحو 100 مليون دولار.


الطاقة الاستيعابية ومكونات السد


يقع السد في مصب وادي حسان بدلتا أبين، بطول 337 مترًا وعرض 6 أمتار عند القمة. وتصل مساحة حوض السد إلى نحو 3200 كم²، فيما يبلغ منسوب المياه حوالي 135.5 مترًا، وبسعة تخزينية تقدَّر بـ 19.5 مليون متر مكعب من المياه.

ويتضمن المشروع إنشاء حواجز ترابية وخرسانية، إضافة إلى طريق إسفلتي بطول يقارب 7.5 كيلومتر يربط موقع السد بالطريق العام.


أهمية سدّ حسان


يُعدّ السد مشروعًا استراتيجيًا للمياه والزراعة في أبين، ويُنظر إليه كرافد مهم للأمن المائي والغذائي في بلادنا، ويسهم في إعادة تشكيل الخارطة الزراعية في دلتا أبين، خصوصًا أنه يقلل من هدر المياه التي كانت تذهب دون استثمار، ويخزنها للاستخدام الزراعي، إضافة إلى تقليل انجراف التربة الناتج عن الفيضانات الموسمية.


وسيُستفاد من السد في التحكم بالفيضانات والسيول الموسمية في وادي حسان، مما يسهم في تنظيم الري للأراضي الزراعية في دلتا أبين وإنعاش الإنتاج الزراعي. كما يستفيد المزارعون من المياه المحزَّنة، وتُقدَّر المساحة التي يمكن ريُّها بنحو 10 آلاف هكتار تقريبًا.

ومن فوائد سدّ حسان كونه رافدًا مائيًا للمنطقة من خلال تغذية المياه الجوفية، مما يسهم في زيادة منسوبها.


السياق الزراعي


شهد القطاع الزراعي في دلتا أبين تراجعًا كبيرًا بعد عام 1994م نتيجة إهمال منظومة الري، مما أدى إلى ضعف قدرتها على استيعاب السيول القادمة من واديي بناء وحسان، والتي كانت عند اشتدادها تصل مباشرة إلى البحر دون فائدة.

ورغم الجهود التي تبذلها إدارتا الزراعة والري في المحافظة، إلا أن ضعف الإمكانيات وشحّ المعدات الزراعية مقارنة بما قبل 1994م شكّل تحديًا كبيرًا أمام استعادة دلتا أبين لدورها الزراعي.


خاتمة


يمثّل سدّ حسان اليوم بارقة أمل حقيقية لإحياء القطاع الزراعي في أبين، ورمزًا للتعاون المثمر بين بلادنا ودولة الإمارات. كما أنه خطوة استراتيجية ستعيد للدلتا مجدها الزراعي، وتعزز الأمن المائي والغذائي في البلاد، بما يفتح الباب أمام نهضة تنموية واسعة تعود بالنفع على الأجيال القادمة.

وعليه، فإن الواجب الوطني يحتم على الجميع الحفاظ على هذا المشروع وإنجاحه والوعي بأهميته لما فيه خير المحافظة والبلاد ككل.