آخر تحديث :الأربعاء-12 نوفمبر 2025-10:49م

صرخة العجز والكرامة: خمسة أشهر بلا رواتب… والآباء عاجزون أمام متطلبات أسرهم

الأربعاء - 12 نوفمبر 2025 - الساعة 08:04 م

نايف زين
بقلم: نايف زين
- ارشيف الكاتب

أقسم بالله العظيم إن واقع الناس اليوم لم يعد كارثيًا فحسب بل تجاوز الكارثة نفسها بمراحل موجعة ومهينة للكرامة الإنسانية


نحن نعيش فصلاً من الألم لم يكتبه أحد من قبل فصوله تُروى في عيون الموظفين الذين تقطعت بهم السبل وفي وجوه الجنود الذين ينامون على الجوع ويستيقظون على الوعد المؤجل براتب لا يأتي

خمسة ستة أشهر وربما أكثر بلا راتب بلا أمل بلا تفسير


قابلت اليوم صديقين أعتذر عن ذكر اسميهما ووظيفتيهما لكن حديثهما كان كافياً ليكسر شيئًا في داخلي

كلماتهما خرجت مثقلة بالوجع تختنق في صدورهم كما يختنق أب عاجز عن شراء قطعة ثلج لأطفاله أو علبة دواء صغيرة لتسكين سعال طفلة ترتجف من البرد


تخيلوا حجم الألم حين يُصبح رب الأسرة محاصرًا بالعجز يرى احتياجات أطفاله أمامه ولا يملك شيئًا غير الحسرة والدعاء

أي وجع هذا وأي زمن أوصل الناس إلى هذا الحد


إنها ليست أزمة رواتب فقط بل أزمة كرامة وإنسانية وعدالة غابت خلف أبواب مغلقة

صرخة كل موظف اليوم ليست مطالبة براتب فحسب بل نداء حياة نداء أب وأم فقدا القدرة على الاحتمال


حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من جعل الناس يتذوقون مرارة العجز وهم في وطن كان من المفترض أن يحتضنهم لا أن يخذلهم


قال الله تعالى:

(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾

(سورة إبراهيم 42)