شهد تحالف التجسس الشهير "العيون الخمس" انقساماً حاداً، حيث أوقفت المملكة المتحدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة بشأن قوارب تهريب المخدرات المشتبه بها في منطقة البحر الكاريبي. وجاء هذا القرار الاحترازي بسبب المخاوف المتصاعدة لدى لندن حول الشرعية القانونية للضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة على مهربي المخدرات.
وتُعد بريطانيا الشريك الاستخباراتي الأبرز لواشنطن في تحالف "العيون الخمس" الذي يضم أيضاً أستراليا وكندا ونيوزيلندا، مما يمثل تحولاً دبلوماسياً وأمنياً بارزاً.
كولومبيا تنضم إلى التعليق:
لم يقتصر الأمر على لندن، حيث أمر الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو الثلاثاء سلطات الأمن في بلاده بالتوقف عن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع واشنطن، مطالباً إدارة ترامب بوقف الضربات على تجار المخدرات المشتبه بهم في منطقة الكاريبي. وكتب بيترو على موقع "إكس" أن الجيش الكولومبي يجب أن يُنهي فوراً الاتصالات والاتفاقيات مع وكالات الأمن الأمريكية.
خلاف حول القانون الدولي:
نقلت التقارير عن محامين عسكريين وخبراء قانونيين وديمقراطيين في الكونجرس، أن هذه الضربات تنتهك القوانين الدولية والأمريكية التي تحظر استخدام القوة العسكرية لاستهداف المدنيين، لأن عصابات المخدرات لا تستوفي المعايير القانونية للجماعات المسلحة في حالة حرب مع الولايات المتحدة.
وقد أعربت دول أخرى عن قلقها، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن باريس تتابع "بقلق الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة في المياه الدولية، في تجاهل للقانون الدولي وقانون البحار". كما سبق للمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن أكد أن لا مبرر لهذه الضربات بموجب القانون الدولي، داعياً واشنطن لوقف الهجمات التي أسفرت عن مقتل 75 شخصاً على الأقل منذ سبتمبر.
إدارة ترامب تُدافع عن موقفها:
في المقابل، نفى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو توقف بريطانيا عن تبادل المعلومات الاستخباراتية، مؤكداً للصحفيين أن القضية لم تُثر في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع. وأصر روبيو على أن الأمر متروك للولايات المتحدة لحماية أمنها القومي.
وقال روبيو: "لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يملك صلاحية تحديد ماهية القانون الدولي"، مؤكداً أن الولايات المتحدة "تتعرض للهجوم من قبل عصابات الجريمة المنظمة... والرئيس يرد دفاعاً عن بلادنا"، مع التمسك بتصنيف العديد من عصابات المخدرات كـ "منظمات إرهابية أجنبية".